عاجل

بعد 75 عامًا على اختطافه..شقيقتان ما زالتا تنتظران عودة أخيهما..تعرف علي القصة

بعد 75 عامًا على
بعد 75 عامًا على اختطافه..شقيقتان ما زالتا تنتظران عودة أخيه

رغم مرور 75 عامًا على اختطاف شقيقهما خلال الحرب الكورية، لا تزال الشقيقتان "مين يونغ-جاي" و"مين جونغ-جا" في كوريا الجنوبية تتمسكان بالأمل في رؤيته مجددًا أو لقاء أحفاده.


ذكريات لا تموت رغم عقود الغياب


في قلب العاصمة سيول، جلست الشقيقتان "مين يونغ-جاي" (77 عامًا) و"مين جونغ-جا" تسترجعان ذكريات أخيهما الأكبر "يونغ-سون"، الذي خُطف في بداية الحرب الكورية عام 1950، عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا وكانت "يونغ-جاي" لا تزال رضيعة بعمر عامين.
كان يوم 25 يونيو 1950 نقطة التحول، حين اجتاحت القوات الكورية الشمالية الجنوب، لتبدأ حربًا مدمرة مزقت أكثر من 100 ألف عائلة، من بينهم عائلة "مين"، التي فقدت ابنها الأكبر دون أثر، ومن بعده الابن الثاني الذي توفي حزنًا على فراق شقيقه.


منزل العائلة.. أبواب مفتوحة على أمل العودة
عاشت العائلة في قرية "دانغنيم"، قرب الخط 38 الفاصل بين الكوريتين، وكانت معروفة في الحي بسعادتها وتماسكها. ومع انتهاء الحرب، أبقت العائلة أبواب منزلها مفتوحة في انتظار عودة "يونغ-سون"، حتى بعد أن تحول المنزل لاحقًا إلى مجمع سكني حديث، ظل الأمل قائمًا.
تقول "مين يونغ-جاي": "أمي لم تسمح بتغيير شيء في البيت، حتى الأبواب. كانت تملأ وعاء بالماء النقي كل صباح وتصلي، وتركت له أول ملعقة من أرز العائلة كل يوم".


الاختطاف الذي غيّر مصير أسرة
وفقًا لما ترويه الشقيقتان، فإن الأخ الأكبر "يونغ-سون" تم اختطافه على يد معلمه، الذي اصطحب مجموعة من الطلاب المتفوقين إلى الشمال. ورغم مرور العقود، لا تزال الحكومة الكورية الجنوبية تعتقد أن بيونغ يانغ اختطفت هؤلاء لتعزيز كوادرها العسكرية والتعليمية.
تصف "مين جونغ-جا" تلك اللحظة قائلة: "قالوا إن المدرّس كان شيوعيًا، وقد اقتاد عددًا من الطلبة الأذكياء، أخي كان من بينهم".
جراح الحرب لا تندمل
تروي "مين جونغ-جا" بمرارة أنها شهدت مشاهد مرعبة خلال الحرب، منها جثث الأطفال الطافية في الأنهار، وإعدامات جماعية في الحقول. وفي ظل هذا الرعب، فقدت العائلة أيضًا الابن الثاني، الذي لم يتحمل فراق شقيقه الأكبر وتوفي من شدة الحزن.
عانى الأب من اضطرابات نفسية ولم يتمكن من مواصلة العمل، فتولت الأم مسؤولية الأسرة، وأصبحت مثالًا للتضحية والصبر، وفق ما ترويه الابنتان.
الأمل الأخير.. صوت ينادي من بعيد
على مدار السنوات، تقدمت الشقيقتان بطلبات متكررة إلى الصليب الأحمر للمشاركة في لقاءات لم شمل العائلات، التي بدأت رسميًا عام 1985 ثم تكررت بشكل غير منتظم حتى توقفت نهائيًا عام 2018 بسبب التوترات السياسية.
ورغم مرور 75 عامًا، لا تزال الشقيقتان تأملان في تلقي خبر عن أخيهما، أو على الأقل لقاء أولاده أو أحفاده. تقول "مين يونغ-جاي" في رسالة مؤثرة وجهتها عبر كاميرا CNN:
"أخي يونغ-سون، مر وقت طويل، أرجو أن تكون على قيد الحياة.. وإن لم تكن، أرجو أن ألتقي بأولادك لأحكي لهم عن الأيام السعيدة، نحن نحبك، وننتظر".

تم نسخ الرابط