«شايل أرواح على كتفك».. الأوقاف توجه رسالة للسائقين بعد حادث الإقليمي المروع

وجهت وزارة الأوقاف عدة نصائح للسائقين على خلفية الحادث المروع لفتيات كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، اللائي دفعن أرواحهن ثمنا للقيادة المتهورة أعلى الطريق الإقليمي.
حادث الطريق الإقليمي
وقالت الأوقاف في رسالة بالعامية: «في ناس كتير بتتعامل مع السواقة كأنها حرية مطلقة، يمشي بسرعة، يقطع الإشارة، يتجاوز في أي وقت، وكأن الطريق بتاعه لوحده. وبعضهم فاكر إن السرعة شطارة، وإن اللي بيسوق على مهله "بيعطّل الدنيا". وفي وسط الزحمة دي، بننسى إن لحظة تهور ممكن تخلّي إنسان بريء مايرجعش بيته تاني، وإن استعراض القوة على الطريق ممكن يكون سبب في مأساة عمر كامل».
وتابعت الأوقاف ضمن حملة صحح مفاهيمك: «من أكتر التصرفات الخطيرة اللي بنشوفها كل يوم: قطع الإشارة بحجة "الإشارة فاضية"، أو "الطريق مافيش حد"، أو "مافيش ظابط واقف"، وكأن الالتزام بالقانون اختيار. ناسيين إن مخالفة الإشارة مش بس مخالفة مرورية، دي جريمة ممكن تقتل نفس، وربنا سبحانه وتعالى قال: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقال كمان: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}، والنبي ﷺ علّمنا إننا نكفّ الأذى ونراعي الناس، وقال: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"».
وأكملت: «المشكلة الأكبر إن فيه مفاهيم غلط مترسخة: اللي يقول "أنا سايق كويس ومليش دعوة بغيري"، أو "أنا حافظ الطريق"، ويمسك الموبايل وهو سايق. وده ناتج عن غياب الوعي بأن الطريق مش مجرد مساحة بنمشي فيها، ده ميثاق أمان بيننا كلنا، وأي خرق ليه ممكن يكون تمنه غالي جدًا. والالتزام مش خوف من العقوبة، ده التزام أخلاقي وديني، واحترام لحياة الناس».
وشددت الأوقاف في رسالتها للسائقين: «القيادة الآمنة مش ضعف، ولا التزامك بالقانون معناه إنك مش فاهم أو مش جريء. بالعكس، دي شجاعة حقيقية، ووعي، وتحضّر. خليك قدوة في سواقتك، وسُوق كأنك شايل أرواح على كتفك، لأنك فعلًا كده. حياتك مش ملكك لوحدك، وحياة غيرك أمانة في رقبتك. وربنا يحفظنا جميعًا، ويجعلنا من الناس اللي لما تمشي في الدنيا تخلّيها أأمن وأطهر».
وزير الأوقاف ينعى ضحايا حادث تصادم الطريق الإقليمي
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ببالغ الحزن والأسى ضحايا حادث التصادم الأليم الذي وقع على الطريق الإقليمي، وأسفر عن عدد من الوفيات والمصابين.
ويتقدّم الوزير باسمه، ونيابة عن جميع أبناء الأوقاف، بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، سائلاً الله تعالى أن يرحم المتوفين رحمة واسعة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يرزق المصابين الشفاء العاجل.
وفي هذا السياق، يؤكد الوزير أن الوعي المروري والالتزام بقواعد المرور من صميم مقاصد الشرع الحنيف؛ لما فيه من حفظ الأنفس التي كرمها الله تعالى، وأن الإهمال أو الاستهتار أو السير عكس الاتجاه؛ يمثل اعتداءً على حق الآخرين في الحياة، مؤكدًا أن من فرّط في الحفاظ على أرواح الناس فقد خالف تعاليم الدين قبل مخالفة القانون، حتى وإن لم تسفر المخالفة عن أي ضرر؛ منبّهًا أن استمراء المخالفة استخفاف بما أمر الله به أن يُحفَظ ويُكرَم ويُطاع. والدعاء موصول -أبدًا- أن يحفظ الله مصر وأبناءها من كل مكروه وسوء، وأن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)