مقارئ الجمهور بالسويس.. منارات نور وهداية في بيوت الله

في إطار الدور الرائد لوزارة الأوقاف المصرية في خدمة كتاب الله، تواصل مساجد محافظة السويس فعاليات مقارئ الجمهور التي أصبحت جزءًا من المشهد الروحي والثقافي الأسبوعي، منتشرة في جميع الإدارات الفرعية بالمحافظة، بناء على توجيهات وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية فضيلة الشيخ ماجد راضي، وكيل وزارة الأوقاف بالسويس.
تأتي هذه المبادرة المباركة استجابة للمسؤولية الدينية والوطنية في نشر الوعي القرآني وتعزيز الصلة بين المسلمين وكتاب ربهم، من خلال مقارئ قرآنية منظمة تُقام عقب صلاة الجمعة، لتتحول بيوت الله إلى حلقات نور وهداية، يتدارس فيها الحضور كلام الله عز وجل، ترتيلاً وتجويدًا وتفسيرًا.
القرآن الكريم، هذا الكتاب الذي أنزله الله على نبيه محمد ﷺ، لا يشبه كلام البشر، فيه من البلاغة والإعجاز والتوجيه ما لا ينقضي ولا يُمل، قال تعالى: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ..."، وقال سبحانه: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ...". هو كتاب هداية ورحمة، فيه ذكر الأمة وشرفها، كما قال تعالى: "لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ".
وقد تجاوز عدد مقارئ الجمهور بالسويس السبعين مقرأة، وهي مفتوحة لجميع الفئات العمرية، في صورة حضارية تعكس وعي المجتمع بقيمة القرآن في بناء الشخصية المسلمة المتزنة، علميًا وأخلاقيًا وروحيًا. وقد شهدت المقارئ إقبالًا كبيرًا ومشرفًا، حيث توافد المئات من أبناء المحافظة، رجالًا ونساءً، شبابًا وأطفالًا، لتدارس كلام الله، والتزود من معانيه.
ويكفي في فضل هذه المجالس قول النبي ﷺ:
"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.".
القرآن ليس فقط كتاب تلاوة، بل هو منهج حياة، فيه الشفاء والهداية، والنجاة من الظلمات إلى النور، وتكمن عظمة مشروع المقارئ في أنه يعيد القرآن إلى مركز الحياة اليومية، ليس فقط بالقراءة، بل بالفهم والعمل والتأمل.