بسبب متر أرض.. تفاصيل حريق حدائق القبة بين الباعة الجائلين

في صباح بدا عاديًا بشارع مصر والسودان في حي حدائق القبة، كانت عربات الخضار والأكشاك الصغيرة تنتشر كالعادة على جانبي الطريق، بينما يتجول المارة بين البضائع، وأصوات الباعة تملأ المكان، حتى تحول المشهد في لحظة إلى صراخ ولهيب وألسنة نار تبتلع كل شيء.
بداية المشاجرة
بدأت القصة بمشادة كلامية بسيطة بين أحد باعة الخضار، شاب معروف بين زملائه ببساطته، وآخرين من الباعة الجائلين، السبب هو خلاف على أولوية وضع "فرشة الخضار" في بقعة تعتبر رابحة تجاريًا، لا تتجاوز مساحتها المترين.
لكن النقاش لم يتوقف عند الكلمات، بل تحول إلى شجار عنيف بالأيدي والأسلحة البيضاء، وسط ذهول المارة الذين حاولوا الفصل بين الطرفين. ومع تصاعد التوتر، أقدم أحد المتشاجرين – حسب شهود العيان – على إشعال النار عمدًا في "فرش" خصمه، مستخدمًا مواد قابلة للاشتعال كانت قريبة من المكان.
تمدد الحريق
في أقل من خمس دقائق، امتد الحريق إلى عدة أكشاك مجاورة، واندلعت النيران في عربات خضار وأخشاب وأقمشة، ما أدى إلى تصاعد كثيف للأدخنة، ودبّ الذعر بين الباعة والمواطنين، بينما حاول البعض إطفاء النار بوسائل بدائية دون جدوى.
قوات الحماية المدنية، التي هرعت إلى المكان فور تلقي البلاغ، تمكنت من السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى العقارات السكنية القريبة، بينما فرضت قوات الشرطة كردونًا أمنيًا حول المنطقة وأطلقت حملة لضبط المتورطين.
سبب المشاجرة
التحقيقات الأولية، أكدت أن المشاجرة نشبت بسبب خلافات مستمرة بين البائعين على أولوية الأماكن، وتبين أن الطرف الثاني، المكون من 7 أشخاص، قاموا بالاعتداء على الطرف الأول، وأشعلوا النيران عمدًا.
وزارة الداخلية أكدت، في بيان رسمي، أنه تم ضبط أطراف المشاجرة، واعترفوا بارتكاب الواقعة نتيجة خلافات سابقة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
أثر الحادث
بعيدًا عن المسائلات القانونية، ترك الحادث أثرًا موجعًا في قلوب عشرات الباعة الذين شاهدوا مصدر رزقهم يحترق أمام أعينهم. أكشاك تحولت إلى رماد، عربات محترقة، وأحلام بسيطة تبخرت بسبب لحظة غضب، ففي شوارع الأحياء الشعبية، لا يحتاج الحريق دائمًا إلى شرارة كهربائية، أحيانًا، يكفي خلاف صغير على متر رصيف.