كيف كشف فيديو عابر شبكة لترويج "الاستروكس"؟.. تفاصيل

كيف كشف فيديو عابر شبكة لترويج الاستروكس؟ على رصيف شارع مزدحم في منطقة دار السلام، كان المواطنون يمارسون يومهم بشكل عادي، قبل أن يخرج مقطع فيديو قصير ليثير ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويكشف عن شبكة ترويج مخدرات في وضح النهار.
دراجة الموت في دار السلام
في الفيديو، يظهر شابان على متن دراجة نارية، يمرّان بين الأزقة الضيقة، يتوقفان للحظات عند أحد المارة، يتبادلان كلمات سريعة، ثم يسلم أحدهما الآخر "كيسًا صغيرًا" بطريقة سريعة وواضحة لمن يعرف خفايا عالم المخدرات.
لم تمر سوى ساعات قليلة حتى تحوّل هذا الفيديو، الذي صوره أحد السكان بهاتفه المحمول، إلى دليل إدانة، الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، وبعد التنسيق مع قطاع الأمن العام، شكّلت فريق بحث عاجل، بدأ رحلة تتبع ملامح الشابين وموقع التصوير، لتبدأ خيوط القصة تتكشّف.
سقوط المروجين خلال ساعات
بالتقنيات الحديثة والتحري الميداني، نجحت القوات في تحديد هوية الشابين، كلاهما في منتصف العشرينيات، عاطلان عن العمل، يقطنان في إحدى الحارات القريبة من موقع الفيديو، وخلال ساعات، وبعد تقنين الإجراءات، تمت مداهمة منزلهما والقبض عليهما.
المفاجأة كانت في المضبوطات، حوالي أكثر من كيلو جرام من مخدر الاستروكس، ومبالغ مالية ضخمة حصيلة الاتجار في المواد المخدرة، وهواتف محمولة تحمل رسائل ومحادثات مع زبائن منتظمين، أكدت أن نشاطهم ليس عابرًا، بل ممنهجًا.
اعترافات ودراجة مشبوهة
أمام رجال المباحث، لم ينكر المتهمان شيئًا، قالا إنهما يتخذان من الدراجة النارية وسيلة للتنقل بعيدًا عن أعين الأمن، ويستخدمان مواقع التواصل وسكان الحي كشبكة توزيع صامتة، أما الفيديو، فقد صور «بحسب أقوالهما » دون علمهما، من أحد السكان المتضرر من نشاطهما الآثم، وتم تداوله لاحقًا.
تحريات حول علاقاتهما وشبكة العملاء
انتهت القصة بمحضر رسمي، وقرار من النيابة العامة بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق، فيما تستمر تحريات الأجهزة الأمنية حول علاقاتهما وشبكة العملاء التي كانا يتعاملان معها.
وفيما عاد شارع دار السلام إلى هدوئه المعتاد، تبقى الدراجة النارية، التي كانت تجوب الشوارع بحمولتها المميتة، شاهدًا على قصة بدأت بفيديو، وانتهت بالقبض على مروجين جدد في سوق الموت البطيء.