عاجل

"طفل بين الضمور والأمل.. واب يستغيث ..والدولة غائبة"

والد الطفل المريض
والد الطفل المريض

رغم صدور حكم قضائي نهائي يلزم الدولة بصرف علاج نادر لطفله المصاب بمرض "دوشين" – أحد أخطر أنواع ضمور العضلات – لا يزال الأب يطرق أبواب المستشفيات دون جدوى، في رحلة امتدت لأكثر من عام من الانتظار والمعاناة، وسط تدهور سريع لحالة طفله الصحية.

طفل يبلغ من العمر، 11 عامًا، يعيش مع والده وجدته في إحدى المناطق الشعبية، منذ أن كان في الرابعة من عمره لاحظ والده بطئًا واضحًا في حركته، وعدم قدرته على المشي أو الوقوف مثل أقرانه. "كنت شايفه بيتأخر في الحركة، وبيمشي بصعوبة، وبيوقع كتير"، يروي الأب، الذي يعمل مندوب مبيعات ويتحمل أعباء الإنفاق بمفرده.

توجه الأب إلى عدد من أطباء العظام، الذين وصفوا له كالسيوم وفيتامينات دون تشخيص واضح، إلى أن التقى بطبيب شك في إصابته بمرض "دوشين"، وهو نوع من الضمور العضلي الوراثي الذي يُفقد الطفل قدرته على الحركة تدريجيًا حتى يُقعده تمامًا. وبعد فحوصات دقيقة، تبيّن أن التشخيص صحيح، وكان العلاج الوحيد المتاح هو دواء بيولوجي تبلغ كلفته أكثر من 2 مليون جنيه مصري.

"الدكتور قاللي العلاج متوفر لكن غالي جدًا، ومافيش قدامي غير إني أروح مستشفى الدمرداش وأطالب بحق ابني"، هكذا بدأ الأب رحلته مع الإجراءات القانونية. توجه إلى المستشفى الجامعي حيث تم تأكيد التشخيص مرة أخرى، وأُبلغ بأن الطريق الوحيد للحصول على العلاج هو رفع دعوى قضائية للحصول عليه من خلال الدولة دون مقابل.

لكن العقبة التالية كانت المحامين؛ فبحسب الأب، رفض أغلبهم تولي القضية بأقل من 30 إلى 50 ألف جنيه. "أنا مش قادر حتى أعيش، هجيب منين؟"، قال بنبرة مُتحسرة. رغم ذلك، استدان الرجل مبلغًا بالتقسيط وتولى أحد المحامين رفع القضية، التي استمرت عامًا ونصف داخل أروقة المحاكم، حتى صدر الحكم النهائي بصرف العلاج على نفقة الدولة.

ورغم الانتصار القانوني، اصطدم الأب بحاجز بيروقراطي جديد؛ فبعد عام من صدور الحكم، لم يُصرف العلاج حتى الآن. "كل ما أروح يقولولي العلاج بالدور، ولحد دلوقتي محدش كلمني ولا بعتلي حاجة"، يقول الأب.

في تلك الأثناء، تدهورت حالة أحمد الصحية. العلاج الذي يتحصل عليه حاليًا ليس سوى أدوية لتثبيت حالته ومنع التدهور السريع، ويتكفل الأب بكلفته على نفقته الخاصة رغم ديونه المتراكمة.

لم تتوقف المعاناة هنا؛ فالطفل الذي يذهب إلى مدرسته يوميًا محمولًا على ظهر والده، لم يسلم من التنمر، حيث يضحك عليه بعض زملائه بسبب سقوطه المفاجئ وعجزه عن الحركة. بل إن إدارة المدرسة نصحت الأب بعدم إحضاره، حفاظًا على حالته، لكن الأب يرفض حرمانه من التعليم والتفاعل الاجتماعي، "أنا عايز ابني يعيش طبيعي زي أي طفل، حتى لو بشيله على ضهري كل يوم".

ويختتم الأب مناشدًا وزارة الصحة والمسؤولين بسرعة التدخل لصرف العلاج وإنقاذ طفله قبل أن يفقد الأمل تمامًا: "كل يوم بيتأخر فيه العلاج، ابني بيتعب أكتر.. أنا مش طالب حاجة، بس عايز ابني يعيش".

تم نسخ الرابط