عاجل

مصيف الغلابة.. شلالات القناطر الخيرية ملاذ البسطاء الصيفي

مصيف الغلابة
مصيف الغلابة

في مشهد يعكس بساطة الحياة وسعي البسطاء لاقتناص لحظات السعادة، تحوّلت منطقة الشلالات المواجهة لقناطر محمد علي، بمدينة القناطر الخيرية، والمقابلة لإحدى قرى محافظة الجيزة، إلى مصيف شعبي مفتوح للأسر محدودة الدخل. حيث اتخذها الأهالي ملاذًا للهروب من حرارة الصيف وضيق ذات اليد.

قناطر محمد علي، التي أنشئت في القرن التاسع عشر، تُعد تحفة معمارية وهندسية فريدة، ومقصدًا تاريخيًا وسياحيًا يجتذب الزوّار من مختلف المحافظات. فهي تحتوي على حدائق غنّاء وممرات مائية وسدود هندسية على نهر النيل، إلا أن محيطها يشهد في الآونة الأخيرة حالة من الاستخدام الشعبي غير المنظم، بعدما تحوّلت المنطقة إلى ما يشبه "مصيف الغلابة".

بساطة الأهالي

عشرات الأسر حملت معها ملايات وقطع قماش كبيرة، ونصبت خيامًا بدائية على أطراف النيل، بينما استخدم آخرون إطارات السيارات الداخلية كعوامات للنزول إلى المياه، للاستمتاع ببرودة النيل تحت أشعة الشمس اللاهبة.

قال محمد إبراهيم، أحد المواطنين القادمين من إمبابة: "الأولاد تعبوا من ضغط المذاكرة والحر، فحبينا نغيّر جو قبل أن يكملوا امتحانات الثانوية، ومفيش مكان أحسن من هنا، رخيص وقريب ومفيهوش تكاليف".

وأضافت أم عمر، سيدة أربعينية جاءت مع أطفالها وزوجها: "السفر إلى إسكندرية أو راس البر يحتاج ميزانية، أما هنا فتكفي ملاية وكرسي قديم وكاوتش عربية وسندوتشات، والفرحة عند العيال بالدنيا".

المخاطر والتحديات

لم يخلُ المشهد من مغامرات خطرة، إذ أقدم عدد من الشباب على القفز من أعلى الشلالات إلى مياه النيل، وسط غياب تام لأي وسائل إنقاذ أو إشراف أمني، ما ينذر بوقوع كوارث إن لم يتم التدخل السريع.

وعلى الجانب التجاري، استغل أصحاب المراكب النيلية الزحام، فبدأوا بتنظيم رحلات داخل النهر مقابل مبالغ رمزية. وانتشر الباعة الجائلون على الضفاف، يعرضون سلعًا وخفيفة، بدءًا من المأكولات والمشروبات، وصولًا إلى ملابس البحر، ولعب الأطفال، والمسليات، وزجاجات المياه.

واقع متناقض

هكذا، تحوّل شاطئ النيل في تلك المنطقة من موقع مهمل وخطير، إلى مصيف مؤقت يلبي حاجة البسطاء إلى الترفيه، وسط غياب أي رقابة رسمية أو خدمات طارئة. في مشهد يجمع بين البهجة الشعبية والخطر الكامن، يعكس واقعًا متناقضًا، يحتاج إلى حلول جذرية لضمان سلامة الزوّار واستمرارية استمتاعهم بهذا الموقع الطبيعي والتاريخي.

مصيف الغلابة

تم نسخ الرابط