قصة |باشا السويس|.. تاريخ من العمل الخيري والإقتصادي والرياضي والصحي

الباشا شحاتة سليم، يعد الوحيد من أبناء المحافظة الذي، حصل على هذا اللقب، واللقب يعتبر وجاهة اجتماعية، وميزة يتمتع بها المقربون من البلاط الملكي؛ لكن لم تتوقف حياة الباشا عند حصوله علي اللقب بل امتد نشاطه إلى الأعمال الخيرية والنافعة التي كانت سببا في تخليد ذكراه بين أبناء المحافظة الباسلة.
حياة شحاتة سليم باشا
وبحسب رواية المؤرخ السويسي المرحوم حسين العشي، فقد ولد شحاتة سليم باشا عام 1895، لإحدى العائلات العريقة بمحافظة السويس، وعمل فى مجال النقل البحري، تحديدا في تجارة مخلفات السفن، والتي انتقلت به لمكانة اجتماعية مرموقة، كأحد أشهر أعيان مدينة السويس، واستثمر شحاتة سليم، تلك المكانة بمد يده بقوة للمشاركة في العمل الخيرى، فكون مجموعات خيرية من أبناء السويس بغرض جمع التبرعات من الأعيان و الأغنياء، وإعادة توزيعها على الفقراء دون تحقيق أى عوائد أو أغراض شخصية، وكان كذلك عضوا بارزا في عددا من الهيئات الخيرية
مستشفى الصدر ونادي منتخب السويس
فى إطار أعماله الخيرية، فقد أنشأ مستشفى الصدر بالسويس عام 1946، حتى أصبح الشخصية الخيرية التى تبرعت بمبلغ 15 ألف جنيها وتشمل تكلفة الأرض والمباني، لاتمام بناء مستشفى الصدر الخيرى لأهالى السويس في الأربعينيات من القرن الماضى، بهدف تحسين صحة المواطن السويسى، عام 1948، وشارك كذلك فى رصف طريق السويس – بورتوفيق، وله الفضل في تأسيس نادى السويس الرياضى بالملاحة من خلال حث وزير المالية مكرم عبيد عام 1945 بتخصيص 10 أفدنه لإقامة النادى.
الحصول علي البشاوية نتيجة لأعماله الخيرية
ومنح الملك فاروق لقب الباشاوية، لشحاتة سليم ليصبح بذلك أول مواطن سويسى ينال اللقب مع الفوز بعضوية مجلس الشيوخ عن السويس، ولم يكتفى بهذا بل وقدم مساعدات للأسعاف، وغيرها من الهيئات والمؤسسات الخيرية، إلا أنه وبعد وفاة شحاتة سليم باشا بسنوات قامت نقابة العاملين بالبترول باستخدام القصر فى تنظيم دورات فى الثقافة العمالية، وقامت إحدى شركات البترول عام 1960 بشراء القصر من ورثته، وتم تجهيزه كمقر لإقامة المناسبات وممارسة الرياضة لنقابة العاملين بالشركة، ليستمر بقاء القصر حتى يومنا هذا حاملا لذكراه، ويذكر أبناء السويس بأعماله الخيرية الرائعة.
قصر شحاتة سليم صامداً رغم مرور السنين
قصر شحاتة سليم من القصور العريقة بالمحافظة، والذي يضرب بجذوره حين أنشأه صاحبه عام 1928، معتمدا على فنانين إيطاليين وفرنسيين، لبناء القصر ويظهر بوضوح بمجرد الرؤية للقصر نقوش فنية رائعة، بجانب أن القصر يحتوى على تماثيل فنية متميزة، كما يقع أسفل شرفاته الرئيسية تمثالين أساسين لنسرين كبيرين يوحيان بمدى جمال وحرفية الفن في البناء، ومن الممكن تنفيذ ترميم علمي للقصر للحفاظ على تراثه، ويحتل موقعا متميزاً بشارع الجيش، عند تقاطع شارعى 23 يوليو وخالد بن الوليد، أمام أقدم مقاهي المنطقة، " نجوم الرياضة" بجوار مدرسة "الفرنسيسكان"، ويمثل القصر أحد التحف المعمارية التى تحمل قيمة فنية و ثقافية كبيرة، والتي مازالت صامدة حتى الأن رغم تعاقب الأيام والسنوات، ومرور ما يقرب من قرن من الزمان على تأسيسه، فيظهر الإبداع فى بناء القصر ونقوشه الجميلة، وعناصر معمارية وزخرفية ذات الطابع الأوروبي.
القصر يحتوي على نوافذ كثيرة لتغيير الهواء ودخول الشمس
عند تصميم قصر شحاتة سليم باشا، تم مراعاة احتوائه على الكثير من النوافذ، لضمان دخول ضوء الشمس لجميع أجزاء المزار السياحى، لتجعله يتمتع ببيئه صحية وخالية من الرطوبة، مع صنع كل أرضيات الدور العلوى من الخشب الارو والزان، وصنع المقابض من النحاس الخالص، مع تأسيس الأسقف والأبواب من الخشب، وأعمدة رخامية فى المساحات الواسعة بصورة تدعم الأسقف، فضلاً عن تزيين الأسقف بزخارف من الجبس من خلال الاستعانة بمجموعة من الفنانين الإيطاليين المهرة، والاستعانة بالطابع المعمارى السائد فى حى الغريب والسلمانية ومنطقة كفر كامل ومنطقة الخور والأربعين، وهو البغدادلي قبل تدمير معظم منازل أحياء السويس أثناء العدوان.





