عاجل

"أتحدث إليكم الآن وأنا جائع.. لا أستطيع توفير طعامي لأيام طويلة بسبب الإغلاق المشدد على قطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي"، بهذه الكلمات صعق مراسل قناة القاهرة الإخبارية المشاهدين الذين تأثروا به وتداولوها على نطاق واسع على كل منصات التواصل الاجتماعي، ليعكس لنا مدى المعاناة التي يعانيها أهالينا من سكان القطاع، وعدم توافر أدنى سبل الحياة والعيش ليبقوا حتى على قيد الحياة.

"أنا جائع" لا أخفيكم سرا فإنني حين استمعت إلى تلك الكلمات امتنعت عن تناول الطعام، لا أعلم إذا كنت قد امتنعت غيظا أم تضامنا أم أن إحساسا داخليا حركني لأن أوفر تلك الوجبة لأهديها لذلك المراسل، ولكن وأسفاه كيف أوصلها له في هذا الحصار الخانق، كيف أتسلل وأخرق ذلك الحصار وأطعم ليس المراسل فقط بل كل سكان القطاع خاصة الأطفال.

المعاناة التي يعيشها مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة قد عكسها وعبر عنها هذا المراسل في كلمتين فقط "أنا جائع" والحق يقال فإن كل سكان قطاع غزة جوعى، لكن صوتهم غير مسموع، تنساستهم الأمة ونسيهم العالم، شدد عليهم الكيان الصهيوني الحصار، وأحكم عليهم الحبس والقهر والظلم، انشغل وشغل العالم بحرب أخرى دون أن يفكر ولو للحظة أن يسمح بدخول المزيد من المساعدات التي يحتاجها القطاع.

حتى في الوقت الذي توافرت فيه بعض المساعدات والطعام قام الكيان الصهيوني بقتل المئات من الفلسطينيين من غير حول لهم ولا قوة وهم يصطفون ليتسلم كل واحد منهم بعض الطعام له ولمن تبقى من أطفاله أحياء، ما ذنبه غير أنه أراد فقط أن يأكل ويطعم أطفاله، ما ذنبه أن كيانا مغتصبا محتلا أراد أن يسلب أرضه غنوة، ما ذنبه أنه رجل شريف تمسك بأرضه ولم يرد أبدا أن يفرط فيها، ما ذنبه في كل هذا!!

وفي الوقت الذي تعمل فيه مصر جاهدة على مدار الأزمة منذ أن بدأت في السابع من أكتوبر عام 2023 على إيصال المساعدات وفك الحصار عن القطاع يحاول الكثير تشويه دورها والتقليل منه، بل يحاول البعض أن يروج بأن مصر هي سبب الحصار على قطاع غزة، أو أن مصر هي من تغلق معبر رفح من جانبها وتمنع إيصال المساعدات للجوعى في الداخل الفلسطيني، بل ويزايد بعض من المحسوبين على العرب على الدور التاريخي لمصر في القضية الفلسطينية عموما، رغم كل ما قدمته لخدمة القضية على مدار 80 عاما ورغم آلاف الشهداء المصريين الذي ضحوا بأنفسهم في سبيل القضية.

أنا جائع فاستقيموا، أنا جائع فأطعمونا، أنا جائع فأغيثونا، أنا جائع وكل من هنا في القطاع جوعى فارحمونا.. لك الله يا غزة، لكم الله يا أطفال القطاع، ولا أملك إلا أن أكون جائعا تضامنا معكم.

تم نسخ الرابط