عاجل

صراع إيران وإسرائيل : حربٌ لا غالبَ ولا مغلوبَ فيها

جانب من الأحداث
جانب من الأحداث

رضخت الولايات المتحدة الأمريكية أخيرًا للضغوط الإسرائيلية، وشنّت ضربات جوية على أبرز منشآت إيران النووية، الواقعة في أصفهان ونطنز وفوردو. 

وقد تكون عواقب توسّع هذه الحرب كارثية على إيران وعلى دول الشرق الأوسط؛ إذ ما لبثت المنطقة تتعافى من الغزو المتهوّر للعراق في عهد جورج بوش الابن، إلّا أنها قد تجد نفسها مجددًا على شفير الهاوية. وهذا ما يصبّ في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكنه يضرّ بالأطراف الأخرى.

ووفقًا للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حقق نتنياهو أخيرًا هدفه الذي لطالما طالبَ به؛ إذ شنّ الحرب على إيران في 13 يونيو 2025، ساعيًا بذلك إلى تحقيق عدّة أهداف دفعة واحدة، لكن جاءت هذه الهجمات في لحظةٍ سياسيةٍ حرجةٍ بالنسبة إليه؛ إذ كان ائتلافه الحاكم الهشّ في أضعف حالاته ، حيث واجه تهديدات بالانشقاق من عضوين على الأقل. ومع ذلك، وجد نتنياهو نفسه، للمرّة الأولى منذ شهور، في موقعٍ سياسيٍ قويٍ في الداخل، ولو على نحو مؤقتٍ ؛ إذ التفّ الإسرائيليون بأغلبيتهم حول "العلم"، مؤيدين شنّ بلادهم هذه الحرب[1].

وسرعان ما تحوّل الهجوم الكبير وغير المتوقع على إيران إلى حربٍ شاملة، فالإيرانيون كانوا يتوقّعون منذ فترة طويلة هجومًا إسرائيليًا على أراضيهم ، وكانوا قد اتّخذوا قرارًا بالردّ في حال حصل هذا الهجوم، وهذا بالتحديد ما فعلوه. وبعد أكثر من أسبوع من بداية الهجوم، تحوّلت الهجمات والهجمات المضادة إلى حربٍ شاملة، لا أفق لها.

أما بالنسبة إلى أهداف نتنياهو النهائية فهي غير واضحة؛ إذ توجد ثلاثة سيناريوهات محتملة: أولًا، تفكيك البرنامج النووي الإيراني؛ ثانيًا، إضعاف إيران وتقسيمها؛ ثالثًا، تغيير النظام ، وقد تكون هذه الأهداف متكاملة ولا تتعارض مع بعضها. 

وليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو قد بدأ الهجوم وبجعبته خطّة محدّدة، أم رأى الفرصة سانحة لإلحاق ضررٍ جسيمٍ بإيران، بخاصة في ظلّ تفكيك ما يُسمّى محور المقاومة ، ووجود قاعدة استخباراتية إسرائيلية واسعة داخل إيران.

إيران تستعدّ لحرب استنزاف

يبدو أنّ المؤسسة العسكرية الإيرانية كانت تستعدّ لحرب استنزاف طويلة الأمد[2]. وقد ثبت أنّ إعلان إسرائيل تحقيق النصر، كما فعل عدد من السياسيين الإسرائيليين، ودعوة الرئيس الأمريكي لإيران "للاستسلام غير المشروط"، سابقان لأوانهما إلى حدٍّ كبير. 

وتعكس هذه التصريحات سوء فهم جوهري لعقلية القيادة المدنية والعسكرية في إيران. ففي الماضي، لم يرضخ قادة الجمهورية الإسلامية للتهديدات، بل أظهروا تشدّدًا في مواقفهم ، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، رفعت إيران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نسبة غير مسبوقة بلغت 60 في المئة، ردًّا على مطالبة الغرب بتفكيك برنامجها النووي وفرض عقوبات قاسية عليها لإجبارها على الامتثال. وفي الوقت نفسه، كشفت عن أجهزة طرد مركزي أكثر تطورًا[3].

 ولا يوجد ما يشير إلى أنها ستذعن هذه المرّة للمطالب الإسرائيلية والأمريكية، بغض النظر عن الثمن الذي ستدفعه.

في الواقع، بينما كان الخبراء العسكريون في الغرب والقادة في إسرائيل يتحضّرون لإعلان انتصار إسرائيل في الحرب الوشيكة، كانت إيران تواصل هجماتها الصاروخية المدمّرة على جميع المدن الإسرائيلية. ويبدو أن هدف إسرائيل النهائي يتغيّر يومًا بعد يوم؛ ففي حين أنها بدأت الضربات بهدفٍ معلنٍ وهو تفكيك البرنامج النووي الإيراني، فإن هدفها تطوّر ليشمل تغيير النظام، وربما حتى تقويض وحدة الأراضي الإيرانية، وباتت تطالب بتفكيك منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وهي الوسيلة الدفاعية الوحيدة الفعّالة لإيران، بحسب ما أظهرته الأيام الأخيرة. 

وبدأ سياسيون إسرائيليون يتحدّثون علنًا عن تقديم ضمانات أمنية للأقليات الإثنية الموجودة في إيران، في حال قرّرت الانفصال عن البلاد.

لم ينسَ القادة الإيرانيون ما حصل في العراق وليبيا وسورية. ففي أواخر تسعينيات القرن الماضي، دمّر صدام حسين أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها بلاده تحت وطأة الضغوط التي مارسها الغرب والأمم المتحدة. وفي عام 2003، تعرّض العراق للهجوم وجرى احتلال أراضيه تحت ذريعة إخفاء مخزونات هذه الأسلحة. 

وفي ظلّ الاحتلال، وبعد تقطيع أوصال البلاد، بحثت قوات الاحتلال الأمريكية عن أسلحة الدمار الشامل، ولكنها لم تعثُر عليها[4].

 وفي ليبيا، وعلى الرغم من تفكيك معمر القذافي البرنامج النووي للبلاد في ديسمبر 2003، حرص الغرب على تسهيل عملية إسقاطه بطريقةٍ مهينةٍ بعد سنوات قليلة[5]. أما في سورية، فقد استولت إسرائيل على المعدّات العسكرية السورية المهمّة، ودمّرت ما تبقّى منها، بعد انهيار حكم بشار الأسد الوحشي بفترة وجيزة[6].

وبهدف تجنّب مصيرٍ مماثلٍ، أقدم القادة الإيرانيون على اتّخاذ خطوات لضمان استمرارية عمل الدولة في مواجهة التطورات غير المتوقعة. 

وأفادت التقارير أنّ آية الله علي خامنئي اتخذ خطوة غير مألوفة تمثّلت بتعيين خلفاء محتملين؛ إذ كلّف مجلس الخبراء، المُخوّل دستوريًا بتعيين المرشد الأعلى، باختيار واحد من ثلاثة مرشحين لم يُعلن عن أسمائهم، في حال وفاته[7]. 

وقد انخرط أيضًا، بوصفه القائد الأعلى للبلاد، في التخطيط الدقيق لعملية تعيين خلفاء للقادة العسكريين في حال اغتالت إسرائيل المزيد منهم.

ويرى القادة المدنيون والعسكريون في إيران أنّ أهداف إسرائيل تتجاوز البرنامج النووي للبلاد؛ إذ لا تسعى إسرائيل إلى إعادة رسم خريطة إيران فحسب، بل خريطة الشرق الأوسط بأكمله؛ فهي تريد أن تكون إيران ضعيفة ومقسّمة ومجرّدة من وسائل دفاعية خاصة بها، وتابعة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. من هذا المنظور، ليست الهزيمة أمام إسرائيل ولا الاستسلام للولايات المتحدة خيارَين مطروحَين على الإطلاق، بل على العكس، يبدو أنّ إيران تُعدّ نفسها لحرب طويلة الأمد، ساعيةً إلى الاستفادة من حجمها وقدرتها على الصمود لاستنزاف عزيمة إسرائيل ومواردها.

ويبقى السؤال قائمًا عن مدى قدرة إيران على تحمّل حرب استنزاف طويلة، وهذا يتعلّق بقدراتها العسكرية وسياساتها الداخلية واقتصادها؛ فهل تمتلك القدرة العسكرية على خوض حرب طويلة الأمد مع إسرائيل، ومن ثم مع الولايات المتحدة؟ بناءً على سلوك القادة العسكريين الإيرانيين حتى الآن، يبدو أنهم واثقون من قدرتهم على الصمود أكثر من إسرائيل في نزاعٍ طويل الأمد. 

والجدير بالذكر أنه في الأيام الأولى للحرب، تبيّن أنّ إيران لجأت غالبًا إلى استخدام صواريخ قديمة وأقل تطورًا، لاستنزاف القدرات الدفاعية الإسرائيلية في الظاهر، وزيادة التكلفة الاقتصادية لمنظومة الدفاع مقابل مسيّراتها وصواريخها غير المكلفة نسبيًا. غير أنه خلال الأيام القليلة الماضية، لجأت إلى صواريخ أكثر تطورًا وفتكًا، بحسب ما تبيّن من هجومها على إسرائيل صباح يوم 19 حزيران/ يونيو.

عانت إيران، على المستوى الاقتصادي، سنوات من العقوبات وسوء الإدارة. غير أنه من الخطأ الاعتقاد بأنّ الصعوبات الاقتصادية ستُعجّل سقوط الجمهورية الإسلامية، فالاعتقاد بأنّ "البؤس يُولّد الثورة" نادرًا ما يتحوّل إلى واقعٍ تاريخي؛ لأنّ الأثرياء هم من يتمرّدون في العادة للحصول على المزيد من المكاسب، وليس الفقراء والمعدمون، الذين يقلقون بشأن تأمين لقمة عيشهم[8]. 

إضافة إلى ذلك، تؤدي الحروب إلى نشوء اقتصادات خاصة بها، تحافظ من خلالها النخب على وجودها، وتزداد ثراءً أحيانًا، بينما يكافح الباقون لكسب عيشهم بأي وسيلة ممكنة. وقد تؤدي حرب طويلة الأمد إلى القضاء على ما تبقّى من طبقةٍ وسطى في البلاد. غير أنه من غير المرجح أن تُساهم في انهيار النظام السياسي.

ويبقى السؤال الأهم هو: هل تمتلك الجمهورية الإسلامية رأس المال السياسي الضروري للصمود والخروج سالمة من حربٍ طويلة؟ يبدو أن النظام الإيراني قد عمل، على مدى السنوات القليلة الماضية، على القضاء على أي شرعية محلية كان يتمتّع بها في السابق بين الإيرانيين من الطبقة المتوسطة والعليا في المناطق الحضرية، وبهذا لم ينجح في كسب القلوب والعقول، بل استطاع الترويج لأيديولوجية جامدة لا هوادة فيها والدفاع عنها؛ أيديولوجية مشبّعة بالتعصّب وكره المرأة ومفاهيم قديمة عن السياسة الإلهية[9]. 

وليس مستغربًا أنّ هناك العديد من الإيرانيين، أغلبيتهم في الشتات، يرون في حرب إسرائيل فرصة لتحرير بلادهم أخيرًا من الحكم الديني ، ومع ذلك، يبدو، حتى الآن، أنّ هؤلاء الإيرانيين المؤيدين للحرب هم أقلية ضئيلة وسط أغلبية ساحقة اهتزّت مشاعرها القومية بفعل الهجوم الإسرائيلي.

صحيحٌ أنّه يصعب قراءة المزاج العام داخل البلاد، إلّا أنّ الفضاء الإلكتروني الإيراني يعجّ بالمحتوى القومي، حتى من قِبل معارضي الجمهورية الإسلامية ، قد لا يحظى خامنئي ونظامه بشعبيةٍ واسعةٍ لدى أغلبية الإيرانيين، لكنهم يكنّون كراهية أكبر للغزاة الأجانب أو للحكّام الذين يفرضهم عليهم الغرباء[10]. وفي الوقت نفسه، يسود شعورٌ بالخوف من المجهول بين الإيرانيين من مختلف شرائح المجتمع؛ وبناء على ذلك، يأخذون بنصيحة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي دعاهم إلى "مغادرة طهران".

 وتشهد الطرق المؤدية إلى خارج المدينة زحمة سيرٍ خانقة؛ فشوارع طهران، التي كانت عادةً تعجّ بالحركة، أصبحت الآن شبه خالية. وقد أغلقت أغلبية المتاجر والمطاعم أبوابها، وباتت محطات المترو تُستخدم كملاجئ. يُحمّل الإيرانيون مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم إلى "ثلاثة مجانين"، وهم: نتنياهو وترمب وخامنئي.

حروب وعِبَر من التاريخ

وسط كل هذا الحديث عن العواقب الوخيمة لتدخل الولايات المتحدة في حرب إسرائيل على إيران، يبدو أن درسًا بسيطًا من دروس التاريخ قد غاب عن الأذهان؛ فعندما تشنّ قوّة عظمى حربًا على قوّة متوسطة - سواء أكانت الولايات المتحدة ضدّ فيتنام أو العراق، أو روسيا ضدّ أوكرانيا - فقد تُسبّب خسائر فادحة في الأرواح وأضرارًا جسيمة في البنية التحتية، لكنها لا تستطيع "كسب" الحرب[11]. لم يستطع أيٌّ من رؤساء الولايات المتحدة في حقبة الحرب على فيتنام الادّعاءَ بفوزه في تلك الحرب. وجاء الرئيس جورج بوش الابن، بعد عقودٍ، ليعلن متباهيًا أنّ "المهمة أُنجزت"، ليوقع العراق في مستنقعٍ لا نهاية له، في حين تواجه بلاده خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

واليوم، يعبّر كثيرون في إسرائيل عن امتنانهم لترمب؛ لأنه "أنجز المهمّة". لكن في الواقع، قد تكون هذه بداية رحلة محفوفة بالمخاطر لجميع المعنيين، فجميع الأنظار الآن تتجه إلى إيران لمعرفة كيف ستكون ردّة فعلها على مشاركة الولايات المتحدة في الهجوم. في الماضي، كان ردّ إيران على الهجمات الأمريكية متناسبًا ومدروسًا. كان هذا هو الحال في يناير 2020، عندما هاجمت إيران قواعد أميركية في العراق ردًا على اغتيال الجنرال قاسم سليماني؛ ما أسفر عن إصابة 100 جندي أميركي، لكنها كانت حريصة على تجنّب وقوع عدد كبير من الضحايا. وقد يكون ردّ إيران هذه المرة مشابهًا ومدروسًا ومصممًا لتجنّب التصعيد. غير أنه من الصعب غالبًا تجنّب تدهور الأمور خلال النزاعات العسكرية. وبحسب التجربة التاريخية المؤلمة، فقد نكون الآن على شفا دوامة مظلمة أخرى بالنسبة إلى إيران والشرق الأوسط والولايات المتحدة.

مع ذلك، لم تتلاشَ فرص الحل الدبلوماسي تمامًا بعد، كما يتضح من الاجتماعات الأخيرة في جنيف بين وزراء خارجية إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة، فاحتمال البحث عن مخرج من هذا المأزق لا يزال قائمًا.

 وقد التقى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بنظرائه وتشاور معهم خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول. 

وكشف أنه منذ اندلاع الأعمال العدائية مع إسرائيل، أجرى اتصالات مباشرة مع ستيف ويتكوف، كبير مفاوضي الرئيس ترمب في المحادثات النووية. 

ويشير سلوك إيران العسكري، المتمثل في إطلاق الصواريخ على إسرائيل ردًا على الهجمات الإسرائيلية فحسب، إلى حرصها على احتواء اتساع رقعة الهجمات وخفض وتيرة التصعيد[12]. وفي حال صحّت التقارير عن تواصل إيراني مع سلطنة عُمان وقطر، فإنّ ذلك يتماشى مع الأهداف الإيرانية الرامية إلى إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.

تمرّ البنية الأمنية في المنطقة بمرحلة انتقالية منذ فترة. ويكمن أحد أهداف إسرائيل الرئيسة في هذه الحرب في تغيير طبيعة الترتيبات الأمنية السائدة في منطقة الشرق الأوسط. غير أنّ النتيجة قد لا تكون بالضرورة كما يتصورها القادة الإسرائيليون، فإذا خرجت إيران من هذه الحرب سليمة، يتحتّم عليها البحث عن سبل جديدة وأكثر فاعلية للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإسرائيلية في المستقبل. 

ويرى العديد من الإيرانيين أنّه لا بدّ من أن تُبيّن الحرب الحالية الحاجة إلى تسليح برنامجهم النووي المدني. وقد جرى، أكثر من أي وقت مضى، تهميش الأصوات داخل الدولة الإيرانية الداعية إلى إبقاء البرنامج النووي سلميًا.

على المستوى المحلي، لا تظلّ أي دولة على حالها بعد خوضها الحرب. وفي حال صمدت الجمهورية الإسلامية، يُرجح أن تسعى إلى التخفيف من تشددها في فرض الانصياع للمعايير الاجتماعية والثقافية والسياسية. وقد تتحوّل أي جمهورية إسلامية في المستقبل إلى جمهورية أقلّ تشدّدًا في طابعها الديني وأكثر قربًا من النموذج الجمهوري؛ ما يتيح المجال أمام ظهور بعض العناصر الأكثر اعتدالًا وبراغماتية داخل النظام نفسه. 

تحدث العديد من السياسيين الإيرانيين، بخاصة اليساريين منهم، عن ضرورة إجراء نوع من المصالحة الوطنية. وإذا ظلّ هؤلاء الفاعلون السياسيون على الساحة بعد انتهاء الحرب، فقد تُتاح لهم أخيرًا الفرصة لتحويل شعاراتهم إلى واقع ملموس.

خاتمة

ليست إيران إلا قطعة واحدة ضمن لعبة شطرنج يديرها نتنياهو؛ ففي العودة قليلًا بالزمن، نجد أن هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على إسرائيل في 7  أكتوبر 2023 منحه الذريعة المثالية لإطلاق العنان للقوّة العسكرية الإسرائيلية على غزة ، وبعد ذلك بوقت قصير، شنّ هجمات على لبنان، ثم نهب سورية.

والآن، هناك حرب إسرائيلية مع إيران، وقليلون هم من يرون أن هذا السلوك طبيعي. لا شكّ في أنّ القيادة الإيرانية ليست بريئة؛ إذ إنّ خطابها التحريضي حول "محو إسرائيل عن الخريطة" يعود إلى عقود عدّة. غير أنّ الردّ على هذا الخطاب بإطلاق القنابل ليس حلًّا.

من الأسباب الرئيسة وراء هجوم نتنياهو على إيران تحويل انتباه العالم عن غزة؛ ففي حين تتبادل إسرائيل وإيران القصف ضمن موجات من الهجمات والهجمات المضادة، تستمرّ الإبادة الجماعية في غزة بلا هوادة ، يبدو أنّ نتنياهو قد انتصر من هذه الناحية؛ أي نجح في تحويل انتباه العالم عما يحدث في غزة، على الأقلّ في الوقت الحالي.

تم نسخ الرابط