عاجل

من داخل غرفة التحكم: كيف نجح 44 جندياً في صد الهجوم الإيرانى على قاعدة العديد؟

الهجوم علي قاعدة
الهجوم علي قاعدة العديد

كشف سلاح الجو الأمريكي، عن تفاصيل غير مسبوقة للهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تُعدّ أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.

وجاء الهجوم في صباح يوم الإثنين، بعد 72 ساعة فقط من تنفيذ الولايات المتحدة ضربتها الجوية الأعنف ضد البرنامج النووي الإيراني، في عملية سرية أطلق عليها الاسم الرمزي "مطرقة منتصف الليل". خلالها، شنت قاذفات الشبح B-2 هجوماً مدمّراً بإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأتي فوردو ونطنز النوويتين.

قوة دفاعية محدودة.. وقرار بالإجلاء السريع

اللافت في هذه العملية الإيرانية، بحسب ما كشفه الجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن فقط 44 جندياً أمريكياً بقوا في القاعدة للدفاع عنها. 

هؤلاء كانوا موزعين على بطاريتي صواريخ باتريوت، بينما تم إجلاء الغالبية العظمى من القوات والطائرات الموجودة في القاعدة، وذلك بناءً على توجيه مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالتنسيق مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا.

وأوضح كاين أن القيادة الأمريكية تلقت تحذيرات استخباراتية مؤكدة حول نية إيران شن هجوم صاروخي، ما دفعها إلى اتخاذ وضعية "الحد الأدنى من التواجد العسكري" لتفادي الخسائر البشرية المحتملة.

أكبر إطلاق صواريخ اعتراضية في تاريخ الجيش الأمريكي

رغم تقليص عدد القوات، تمكن الجنود القلائل الذين بقوا في القاعدة من التعامل مع الهجوم الإيراني الصاروخي بـ"مهنية نادرة"، وفق ما أورده موقع The War Zone العسكري المتخصص.
 

من جهته، أكد الجنرال كاين أن الهجوم شكّل أكبر عملية إطلاق متزامن لصواريخ باتريوت في تاريخ الجيش الأمريكي خلال حدث عسكري واحد، وهو ما ساهم في اعتراض عدد كبير من الصواريخ وتحييد آثار الهجوم.

 قصة الجنود الـ44

وفي سرد مؤثر، تحدث كاين عن اللحظات الحرجة داخل غرفة التحكم في القاعدة أثناء الهجوم. قال:
"تخيل نفسك ضابطاً شاباً في الخامسة والعشرين من العمر، تجلس داخل غرفة تحكم، تقود نظام الدفاع الجوي، بجانبك مجندة تتولى تشغيل نظام الإنذار المبكر، تنتظران معاً سقوط الصواريخ على القاعدة، بينما عشرة فقط من الجنود يتوزعون داخل وخارج العربات".

وأضاف: "أكبرهم سناً كان قائد عمره 28 عاماً، وأصغرهم جندي يبلغ 21 عاماً، لم يكمل عامين في الخدمة. هؤلاء هم من تصدوا للهجوم، هؤلاء هم من أنقذوا القاعدة من كارثة كادت أن تهز الشرق الأوسط".

ما حدث في قاعدة العديد ليس مجرد اشتباك عابر، بل إشارة واضحة إلى انتقال الصراع إلى مراحل أكثر حساسية، حيث تتداخل الحسابات النووية بالردود العسكرية المباشرة. وبين شجاعة الجنود الـ44، وصواريخ إيران العابرة، تظل المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات.

 

 

تم نسخ الرابط