التموين: مخزون السكر يكفي 13 شهرًا وتقليل فاتورة الاستيراد 54.5%

كشف مصدر مسؤول بوزارة التموين والتجارة الداخلية أن المخزون الاستراتيجي الحالي من السكر التمويني يكفي لتلبية احتياجات المواطنين لمدة 13 شهرًا، موضحًا أن الاستهلاك الشهري يبلغ نحو 95 ألف طن، منها 65 ألف طن مخصصة لبطاقات التموين، و30 ألف طن لتلبية احتياجات شركات ومحال الحلويات.

وأشار المصدر ، ل" نيوز رووم " إلى أنه تم تقليص فاتورة استيراد السكر بفضل التوسع في زراعة بنجر السكر، حيث زادت المساحة المزروعة بنسبة 25% لتصل إلى 750 ألف فدان في موسم 2024/2025، مما يُسهم في رفع إنتاج السكر إلى نحو 2.6 مليون طن بحلول عام 2025.

وأوضح أن واردات السكر الخام تراجعت بنسبة 54.5% خلال الفترة من يناير حتى مارس 2025، لتسجل 111.1 مليون دولار مقارنة بـ244.4 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2024.

تحول زراعي يسهم في زيادة الإنتاج وخفض التكاليف

من جانبه، أوضح الدكتور حازم سرحان، مدير معهد بحوث المحاصيل الزراعية، أن تطبيق تقنية الزراعة بالشتل ساعد في تحسين استغلال المساحات الزراعية، وتوحيد الكثافة النباتية، وخفض تكاليف الإنتاج. 

كما ساهمت هذه التقنية في تحسين جودة الشتلات وتقليل استخدام المبيدات والأسمدة بنسبة تصل إلى 30%.

وأضاف أن متوسط إنتاجية الفدان ارتفع من 33 طنًا إلى 55 طنًا باستخدام الشتلات الحديثة، مما أدى إلى وفورات كبيرة في التكاليف المتعلقة بمكافحة الحشائش والطاقة والمياه. كما تتيح هذه التقنية زراعة محاصيل أخرى بالتوازي مع محاصيل السكر، وهو ما يعزز دخل المزارعين ويحسن مستوى معيشتهم.

وأشار سرحان في تصريحاته لـ "نيوز رووم" إلى أن إنتاج مصر من قصب السكر بلغ نحو 600 ألف طن من السكر الأبيض، بينما سجل إنتاج بنجر السكر حوالي 1.5 مليون طن، وهو أعلى مستوى في تاريخ الإنتاج المحلي.

 كما تم إنتاج نحو 250 ألف طن من السكر من المحليات.

نقيب الفلاحين: زيادة الأسعار دعمت المزارعين وشجعت على التوسع

وفي سياق متصل، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن موسم قصب السكر هذا العام شهد تحسنًا ملحوظًا في الأسعار، مما انعكس إيجابيًا على المزارعين بعد سنوات من تدني العوائد.

 وأكد أن هذه الزيادة ساعدت على تشجيع الفلاحين على التوسع وتحسين جودة المحاصيل.

وأوضح أبو صدام لـ "نيوز رووم" أن مساحة زراعة قصب السكر هذا الموسم بلغت 370 ألف فدان، بإجمالي إنتاج يُقدر بمليون و100 ألف طن سكر، في حين تم زراعة 650 ألف فدان بنجر سكر، بإنتاج بلغ نحو 2.8 مليون طن سكر.

وفي السياق،  نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء صباح اليوم، عدة إنفوجرافات توضح جهود الدولة المصرية في التوسع بزراعة المحاصيل السكرية ودعم الصناعات المرتبطة بها، مما يضع مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، الذي يُعد سلعة استراتيجية هامة. تأتي هذه الجهود في إطار سعي الدولة لزيادة الإنتاج وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة لتعزيز الأمن الغذائي واستقرار الأسواق المحلية.

مؤشرات إيجابية لإنتاج السكر: نمو قياسي وانخفاض الواردات
استعرضت الإنفوجرافات أبرز المؤشرات الإيجابية لإنتاج السكر، والتي شملت:

زيادة مساحة الأراضي المزروعة ببنجر السكر بنسبة 25%، لتصل إلى 750 ألف فدان في موسم 2024/2025 بإنتاج متوقع يبلغ 2.5 مليون طن، مقارنة بـ 600 ألف فدان وإنتاج 1.5 مليون طن في موسم 2023/2024.
زيادة إنتاج السكر إلى 2.6 مليون طن في عام 2025، وهي المرة الأولى في تاريخ مصر، مقارنة بـ 2.3 مليون طن في عام 2014، مع توقعات بزيادة الإنتاج إلى 2.9 مليون طن في عام 2026.
انخفاض واردات السكر الخام بنسبة 54.5%، لتصل إلى 111.1 مليون دولار خلال الفترة من يناير إلى مارس 2025، مقابل 244.4 مليون دولار في الفترة ذاتها من عام 2024.
الاكتفاء الذاتي وشبكة المصانع المتطورة
أشارت الإنفوجرافات إلى إعلان الحكومة تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر بنسبة 81% في مارس 2025، مع التأكيد على عدم الحاجة للاستيراد اعتبارًا من مطلع عام 2026. وأوضح التقرير أن إجمالي الأرصدة الحالية من السكر التمويني يكفي لمدة 13 شهرًا.

تضمنت الإنفوجرافات استعراضًا لأبرز مصانع ومحطات إنتاج السكر، والتي تضم:

8 مصانع لإنتاج سكر البنجر، من بينها مصنع "القناة للسكر" الذي يُعد أكبر مصنع بخط إنتاج واحد في العالم، بطاقة إنتاجية أولية تبلغ 350 ألف طن سنويًا، مع خطط لرفع الإنتاج إلى 750 ألف طن بحلول عام 2026.
مصنع الشرقية بمدينة الصالحية الجديدة بطاقة 240 ألف طن من السكر الأبيض.
رفع كفاءة طاقة تشغيل مصنع "الدلتا للسكر" من 14 ألف إلى 21 ألف طن بنجر يوميًا.
تطوير قصب السكر وحوافز للمزارعين
فيما يتعلق بتطوير إنتاجية محصول قصب السكر، يجري العمل على إنشاء محطات لإنتاج شتلات قصب السكر لزيادة إنتاجية المحصول، من أبرز هذه المحطات:

محطة شتلات "وادي الصعايدة" بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 160 مليون شتلة ربيعي وخريفي.
محطة شتلات "كوم أمبو" بطاقة تصل إلى 30 مليون شتلة ربيعي وخريفي.
وفي إطار الإجراءات الحكومية لتشجيع التوسع في زراعة محاصيل السكر، تم تخصيص 16 مليار جنيه لشراء القصب ونحو 7 مليارات جنيه لتكلفة العمليات الصناعية في عام 2025.

كما تم تحديد أسعار استرشادية لتوريد طن قصب السكر بـ 2500 جنيه، وطن بنجر السكر بـ 2400 جنيه (عند درجة حلاوة 16%) خلال موسم 2025.

تضمنت الإجراءات أيضًا إقرار علاوة تبكير تبدأ من 200 جنيه/طن لمزارعي البنجر، وصرف حوافز لمزارعي قصب السكر بواقع 50 جنيهًا للطن للفدان الذي يزيد إنتاجه عن 30 طنًا، و100 جنيه للطن للفدان الذي يزيد إنتاجه عن 40 طنًا.