عاجل

يسري أبو شادي: الضربات الأمريكية فشلت في تعطيل البرنامج النووي الإيراني

التصعيد الإيراني
التصعيد الإيراني

انتقد الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأمم المتحدة سابقًا، التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، واصفًا إياها بأنها متضاربة وتعكس اضطرابًا في السياسة الأمريكية، خاصة في ظل قيادة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

وفي لقاء عبر قناة "القاهرة الإخبارية" مع الإعلامي كريم حاتم، أشار يسري أبو شادي إلى أن تردد ترامب في تصريحاته يقابله اتخاذ قرارات متهورة وخطيرة، ومنها قراره الأخير بتنفيذ ضربات جوية ضد منشآت نووية إيرانية، مشددًا على أن هذه الضربات لم تنجح في تدمير البرنامج النووي الإيراني.

تكرار للمحاولات الإسرائيلية

وأوضح يسري أبو شادي أن المنشآت الثلاث التي استهدفتها القوات الأمريكية سبق لإسرائيل أن قصفتها في مرات سابقة، وهو ما يُضعف من أثر الهجوم الأمريكي الجديد، مؤكدًا: "الولايات المتحدة لم تضف شيئًا نوعيًا إلى ما قامت به إسرائيل سابقًا".

وأضاف يسري أبو شادي: "إيران ليست دولة ساذجة حتى تترك منشآتها النووية عرضة للتدمير"، مشيرًا إلى أن طهران أعلنت منذ أسبوعين عن إجراءات أمنية مشددة لحماية منشآتها، خاصة تلك التي تحتوي على يورانيوم مخصب بنسبة 60%.

برنامج منتشر في مواقع سرية

وحذّر يسري أبو شادي من الإفراط في التفاؤل الأمريكي، قائلًا: "التصريحات الأمريكية حول إنهاء البرنامج النووي الإيراني هي أحلام أمريكانية"، موضحًا أن إيران تمتلك أكثر من 23 ألف وحدة تخصيب موزعة في مواقع متعددة، من بينها منشأة "فوردو" المحصنة تحت الأرض.

وتابع يسري أبو شادي أن إيران تحظى بقدرة صناعية وعلمية ضخمة من خلال فرق هندسية متخصصة تقوم بتصنيع وحدات التخصيب محليًا، بل في بعض الأحيان في مواقع سرية لا تخضع للرقابة الدولية، مما يجعل تعقب البرنامج الإيراني بالكامل أمرًا بالغ الصعوبة.

إيران سحبت المواد الحساسة 

أكد يسري أبو شادي أن البرنامج النووي الإيراني المعلن تعطل جزئيًا نتيجة القصف، خاصة في منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، لكنه شدد في المقابل على أن إيران على الأرجح قد سحبت المواد النووية الحساسة، مثل اليورانيوم المخصب، قبل الضربات، ما يقلل من تأثيرها الفعلي على قدرات طهران.

تعليق التعاون مع "الطاقة الذرية" 

وفي سياق متصل، أعرب يسري أبو شادي عن قلقه من إعلان إيران نيتها تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه قد يشكل تحولًا خطيرًا يُعيد العالم إلى سيناريو شبيه بتجربة كوريا الشمالية عام 2002-2003، عندما انسحبت بيونغ يانغ من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وقال يسري أبو شادي: "انسحاب إيران من المعاهدة وفك ارتباطها بآليات التفتيش الدولي يعني دخول مرحلة غموض نووي خطيرة للغاية، تضع المنطقة والعالم أمام تهديدات أمنية لا يمكن التنبؤ بها".

الدكتور يسري أبو شادي 
الدكتور يسري أبو شادي 

دعوة إلى الحوار وشفافية دولية

اختتم يسري أبو شادي تصريحاته بالدعوة إلى استئناف المسار الدبلوماسي والتفاوضي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا على أهمية العودة إلى الالتزامات الدولية والشفافية في البرنامج النووي، تجنبًا لانفجار محتمل قد يهز استقرار المنطقة برمتها.

تم نسخ الرابط