هل تسريب فشل الضربات الأمريكية ونفي إدارة ترامب خداع استراتيجي جديد؟

معلومات متضاربة بين التأكيد والنفي حول نجاح الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية من عدمه، حيث نشرت شبكة CNN الأمريكية تقريرًا استخباراتيًا عسكرياً يؤكد فشل تلك الضربات وأن الأضرار لن تستغرق سوى أشهر قليلة لكنها لم تخرج عن الخدمة.
لتنفي إدارة دونالد ترامب والبيت الأبيض ما قيل في التقرير وتم وصفه بالتضليل، لتؤيد مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دولسي جابارد هذا النفي، رغم أن الاستخبارات العسكرية لم تنفِ ما تم نشره في التقرير حتى هذه اللحظة، ومع فوضى المعلومات دفع البعض ليتساءل هل هو خداع استراتيجي جديد.

فشل الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية.. بين التأكيد والنفي
في هذا الصدد قالت الأكاديمية والباحثة السياسية الدكتورة تمارا حداد إن ما يجري بين إيران وإسرائيل حتى اللحظة لا يمكن وصفه بأي شكل من أشكال الاتفاق الرسمي، بل هو مجرد معادلة هشّة تم ترسيخها تحت مسمى "هدوء مقابل هدوء"، بضغط مباشر من الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع نيوز روم، أن هذه السياسة تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام واشنطن لتقييم ما إذا كانت المفاعلات النووية الإيرانية قد تعرضت بالفعل للتدمير، أو تم نقلها إلى أماكن أخرى.
وأشارت حداد إلى أن هذا "الهدوء" المؤقت ضروري لاستخلاص النتائج حول حجم الضرر الذي لحق بالبنية التحتية النووية الإيرانية، إضافة إلى منصات إطلاق الصواريخ ومرافق إنتاج الصواريخ الباليستية.
وحول التباين في الروايات، لفتت الدكتورة حداد إلى أن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية العسكرية تشير إلى عدم تدمير المفاعلات النووية بشكل كامل، في حين يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحاته الإعلامية على أنه تم تدميرها بالكامل.
ووصفت حداد تصريحات دونالد ترامب بأنها تحمل خداعاً سياسياً كبيراً، معتبرة أن ما يجري هو في الحقيقة إما تصعيد مؤجل، أو نوع من التهدئة المؤقتة.

د. تمارا حداد: هدنة وقف الحرب بين إيران وإسرائيل تشبه اتفاق حزب الله
وأضافت: "الهدوء قد يتوقف في أية لحظة، وتعود موجة الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، لا سيما في ظل انعدام الثقة بشأن تدمير البنية التحتية النووية أو إنهاء برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وكذلك استمرار وجود ركائز قوة النظام الإيراني بقيادة المرشد علي خامنئي".
وختمت الدكتورة تمارا حداد الباحثة السياسية بالقول إن هذه المعادلة ليست اتفاقًا حقيقياً، ولا تقوم على بنود أو أسس واضحة، بل تشبه ما جرى مع حزب الله في لبنان في فترات سابقة، وهي صيغة هشة قد تنهار في أي وقت.