"دي حقوق ملايين".. صرخة في وجه "تشرد شعب" بسبب قانون الإيجار القديم

قانون الإيجار القديم في مصر، ملف شائك ومعقد، يمثل بؤرة صراع بين ملايين الأسر من المستأجرين، الذين يخشون فقدان ملاذهم الوحيد، وبين الملاك، الذين يرون أن حقوقهم في ملكيتهم قد سُلبت لعقود، تتصاعد وتيرة الجدل مع كل محاولة لإعادة فتح هذا الملف، وتتردد صرخات "دي حقوق ملايين" في مواجهة اتهامات بـ«تشرد شعب» إذا ما تم المساس بهذا القانون بشكل جذري دون حلول عادلة ومنصفة للجميع.
جوهر الأزمة: تعارض الحقوق وتضارب المصالح
يرى ملايين المستأجرين في "الإيجار القديم" حائط الصد الأخير الذي يحميهم من التشرد في ظل ارتفاع جنوني لأسعار الإيجارات الحالية، كثيرون منهم يسكنون هذه الوحدات منذ عقود طويلة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية، وتاريخ عائلاتهم،يخشون أن يؤدي أي تغيير جذري إلى تشريدهم وإلقائهم في مهب المجهول، خاصة الفئات محدودة الدخل وكبار السن الذين لا يملكون القدرة على تدبير سكن بديل، يعتبرون أن "حق السكن" هو الأولوية القصوى، وأن الدولة مسؤولة عن توفيره وحمايته.
على الجانب الآخر، يشعر ملاك العقارات المؤجرة بالقانون القديم بظلم بالغ ويرون أن ممتلكاتهم مجمدة، وتدر عليهم إيجارات رمزية لا تتناسب مطلقًا مع القيمة السوقية للعقارات، ولا تغطي حتى تكاليف الصيانة الأساسية، ناهيك عن عائد الاستثمار أو التضخم، يطالبون بـ«حق الملكية» والتصرف في أملاكهم بحرية، مشيرين إلى أن بقاء القانون على وضعه الحالي هو انتهاك صريح لحقهم الدستوري في الملكية، وأنهم يعانون من خسائر مادية فادحة على مدار عقود.
الخشية من "تشرد شعب" وتأثيرات اجتماعية واقتصادية
مقولة «تشرد شعب» ليست مجرد شعار، بل تعبر عن مخاوف حقيقية من تبعات أي قرار متسرع أو غير مدروس لإلغاء القانون دون بدائل التداعيات المحتملة تشمل أزمة سكنية حادة خروج ملايين الأسر فجأة من وحداتهم سيؤدي إلى طلب هائل على الإيجارات الجديدة، مما يفاقم من أزمة الإسكان ويرفع الأسعار بشكل جنوني، ويضغط بشكل غير مسبوق على البنية التحتية والخدمات.
اضطرابات اجتماعية يمكن أن يؤدي شعور ملايين الأسر بالظلم أو التهديد إلى غضب شعبي واضطرابات اجتماعية يصعب احتواؤها، وأعباء اقتصادية على الدولة إذا اضطرت الدولة للتدخل لتوفير سكن بديل لأعداد هائلة من المتضررين، فإن ذلك سيمثل عبئًا اقتصاديًا هائلاً على الموازنة العامة، وقد يؤثر على أولويات إنفاق أخرى.