إيران أم إسرائيل وأمريكا.. خبير علاقات دولية يكشف لمنْ تميل كفة الانتصار؟

فرضت المواجهة العسكرية السريعة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، التي استمرت لمدة 12 يومًا فقط، واقعًا استراتيجيًا جديدًا في المنطقة؛ إذ لم تعد الحروب تُقاس بحجم النيران أو عدد الدبابات، بل باتت تُحدَّد بمدى كفاءة الطائرات المسيرة، ودقة الضربات العسكرية، وعمق الاختراقات الاستخباراتية، بالإضافة إلى التأثير الخفي للهجمات السيبرانية، ولكن بعد هذه الأيام من الذي ربح الحرب في النهاية؟
في السياق، قال أحمد العناني، الخبير في العلاقات الدولية، إن الحرب التي اندلعت لـ12 يوما بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، يمكن تحليل نتائجها من زاوية الربح والخسارة، مؤكدًا أن إيران خرجت خاسرة على عدة مستويات، رغم أن النظام الإيراني لا يزال قائمًا.
العناني: إيران خسرت كثيرا
وأوضح العناني في تصريح خاص لـ "نيوز رووم" أن الخسائر الإيرانية تمثلت أولًا في الضربة الموجعة التي تعرض لها برنامجها النووي، سواء تم تدميره كليًا أو جزئيًا، مشيرًا إلى أن إيران قد تحتاج من ستة أشهر إلى عام لإعادة بناء البرنامج، وربما تبدأ من نقطة الصفر.
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن عددًا من قيادات الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية تم استهدافهم، ومن بينهم علي باقري (رئيس هيئة الأركان) وحسين سلامي، إلى جانب علماء نوويين بارزين، وهو ما يشير إلى ضربة مركزة لبنية النظام الدفاعية والعلمية.
في المقابل، أشار العناني إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل لم تتكبدا أي خسائر بشرية أو تدمير يُذكر في البنى التحتية أو القيادات العسكرية، وهو ما يجعل الكفة تميل لصالحهم عند قياس الخسائر المادية والعسكرية.
خبير العلاقات الدولية: النظام الإيراني لم يسقط بعد
مع ذلك، شدد العناني على أن النظام الإيراني لم يسقط، وأن هذه النقطة بحد ذاتها تُعد مكسبًا كبيرًا لطهران. ولفت إلى أن بقاء هذا النظام يخدم المصالح الأمريكية بشكل غير مباشر، إذ أن واشنطن تستفيد من وجود نظام معادٍ في طهران لتبرير عسكرة المنطقة، وزيادة مبيعات السلاح، واستمرار سياسة الابتزاز السياسي والاقتصادي لدول الخليج.
وتابع: "لو تغير النظام الإيراني وأصبح ميالًا للغرب، فإن الخلافات بين طهران ودول الخليج قد تُحل، وهو ما لا تريده واشنطن لأن ذلك يعني نهاية ذرائعها لتأجيج الأزمات وترويج السلاح".
أما عن مكسب إيران الوحيد، فأشار العناني إلى أنه يتمثل في نجاحها بإرسال رسالة ردع واضحة، مفادها أنها قادرة على استهداف تل أبيب والقواعد العسكرية الأميركية في أي لحظة، وأنها تمتلك الوسائل العسكرية التي تؤهلها لذلك.
واختتم العناني حديثه بأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني ما زال ضبابيًا، وسط تضارب التقديرات بين من يقول إنه تم تدميره بالكامل، وبين من يرى أن إيران قادرة على استئناف التخصيب خلال ستة إلى ثمانية أشهر.