قمة الناتو.. دعم غير مسبوق لأوكرانيا ومحكمة دولية لمرتكبي الانتهاكات

أكد الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، أن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة شكلت نقطة تحول استراتيجية لصالح أوكرانيا، مشيرًا إلى أن النتائج التي خرجت بها القمة "تفوق التوقعات"، خاصة على مستوى الدعم السياسي والتنسيق القضائي الدولي.
وأوضح عماد أبو الرُب في مداخلة تلفزيونية مع الإعلامية بسنت أكرم، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن أبرز مخرجات القمة تمثلت في الدفع نحو إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات الروسية في أوكرانيا، ما يعزز من مكانة العدالة الدولية كأداة ردع حقيقية.
لقاء زيلينسكي وترامب
سلّط عماد أبو الرُب الضوء على اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش القمة، واصفًا إياه بـ"السلس"، حيث تطرق الطرفان إلى عدة نقاط استراتيجية تتعلق بالدعم العسكري والاقتصادي والسياسي المستقبلي.
وأكد عماد أبو الرُب أن الموقف الأمريكي كان واضحًا في استمرار دعمه لكييف، رغم التباينات السياسية الداخلية، لافتًا إلى أن مجرد تبني فكرة المحكمة الدولية يؤكد أن العدالة الدولية أصبحت لاعبًا رئيسيًا في الصراع الأوكراني الروسي، حتى لو كانت هناك شكوك بشأن آليات تنفيذ قرارات المحكمة أو الاعتراف الدولي بها.
مواقف الناتو تتغير
أشار عماد أبو الرُب إلى أن التحول الملحوظ في مواقف بعض الدول الأعضاء في الناتو قد عزز دعم أوكرانيا على مختلف الأصعدة، موضحًا أن هذا التحول أربك الحسابات الروسية القائمة على إنهاك الغرب واستنزاف القدرات الأوكرانية.
وقال عماد أبو الرُب إن روسيا غير راضية عن نتائج القمة، لكنها تواصل التصعيد العسكري واستهداف المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، بهدف فرض معادلة جديدة على الأرض وإجبار كييف على تقديم تنازلات.
الدعم الغربي رغم التحديات
رغم رهانات موسكو على تراجع الدعم الغربي، يؤكد عماد أبو الرُب أن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، ودول البلطيق مستمرة في دعم أوكرانيا، وأن هذه الدول تدرك أن التراجع في هذه المرحلة يعني انتصارًا استراتيجيًا لموسكو، وهو ما لا يمكن السماح به وفق التوجه الغربي.
وحول آفاق السلام، شدد عماد أبو الرُب على ضرورة التواصل والحوار على أن الحل السياسي لن يكون ممكنًا إلا بإرادة حقيقية من الطرفين، تقوم على قبول وساطة دول محايدة غير منخرطة في الصراع.

تسوية عادلة ومستدامة
وطرح عماد أبو الرُب أسماء مثل تركيا، السعودية، وربما دولة ثالثة تحظى بقبول نسبي من الجانبين، مشيرًا إلى أن تلك الدول يمكنها لعب دور الوسيط الفاعل لفتح قنوات حوار حقيقية تؤدي إلى تسوية عادلة ومستدامة.