شركات الطيران عالمية تعلن استمرار تعليق رحلاتها إلى الشرق الأوسط

تسببت الغارات على إيران وما تبعها من هجوم أمريكي، على مواقع نووية إيرانية في إغلاق المجال الجوي لبعض الدول وزيادة المخاوف الأمنية، مما دفع شركات الطيران الدولية إلى تعليق رحلاتها إلى وجهات رئيسية في الشرق الأوسط مثل دبي والدوحة.
وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل وتوقف الضربات الأمريكية، لا تزال بعض الشركات تحتفظ بتعليق رحلاتها بشكل كلي أو جزئي.
شركات الطيران المتأثرة:
- طيران إيجه: ستستمر الشركة اليونانية في إلغاء الرحلات من وإلى تل أبيب وبيروت وعمان وأربيل حتى صباح 8 سبتمبر.
- إير بالتيك: ألغت الشركة اللاتفية رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 30 سبتمبر.
- إير كندا: علقت الشركة الكندية رحلاتها من تورونتو إلى دبي حتى 4 أغسطس، كما أجلت استئناف الرحلات بين كندا وإسرائيل حتى 8 سبتمبر
الحرب الإيرانية الإسرائيلية
يُشير "الصراع الإيراني الإسرائيلي" إلى توتر طويل الأمد ومواجهة بالوكالة، تصاعدت مؤخرًا إلى اشتباكات مباشرة بين إيران وإسرائيل. لم يكن هذا الصراع تقليديًا حربًا مباشرة واسعة النطاق بين دولتين تتواجهان بجيوشهما على خطوط جبهة واضحة، بل تطور على مدى عقود عبر طرق مختلفة:
1. الجذور التاريخية وبداية التوتر:
- قبل الثورة الإيرانية (1979): كانت هناك علاقات شبه طبيعية بين إيران وإسرائيل، حيث كانت إيران ثاني دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل.
- بعد الثورة الإسلامية في إيران (1979): انقلبت العلاقات رأسًا على عقب. قطعت طهران علاقاتها بإسرائيل واعتبرتها "الكيان الصهيوني العدو"، وبدأت في دعم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، أبرزها حزب الله في لبنان.
2. حرب الوكالة (قبل 2024):
- دعم الميليشيات والجماعات الوكيلة: ركزت إيران على دعم وتسليح جماعات مثل حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، والحوثيين في اليمن، وميليشيات في العراق وسوريا. هذه الجماعات تعمل كـ "أذرع" لإيران لمواجهة إسرائيل وتوسيع نفوذها في المنطقة.
- العمليات الإسرائيلية المضادة: ردت إسرائيل على ذلك بسلسلة من العمليات السرية والعلنية:
- ضربات جوية في سوريا: استهداف شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى حزب الله، وكذلك مواقع عسكرية إيرانية وميليشيات موالية لإيران في سوريا.
- اغتيال علماء نوويين: اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال عدد من علمائها النوويين.
- هجمات على منشآت إيرانية: استهداف منشآت نووية وعسكرية إيرانية، مثل منشأة نطنز.
- دعم جماعات معارضة إيرانية: يُعتقد أن إسرائيل تدعم بعض الجماعات المعارضة داخل إيران.
- البرنامج النووي الإيراني: تُعد سعي إيران لامتلاك برنامج نووي، والذي تخشى إسرائيل أن يكون له أبعاد عسكرية، أحد الدوافع الرئيسية للصراع. تعتبر إسرائيل هذا البرنامج تهديدًا وجوديًا لها وتعمل على إحباطه.
3. التصعيد المباشر (2024 - الآن):
تصاعد الصراع بشكل مباشر وغير مسبوق في عام 2024 وما تلاه، خصوصًا في سياق حرب غزة التي بدأت في أكتوبر 2023.
- أبريل 2024:
- استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق (1 أبريل): شنت إسرائيل غارة جوية على القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين البارزين.
- الرد الإيراني المباشر (13 أبريل): لأول مرة، شنت إيران هجومًا جويًا مباشرًا واسع النطاق على إسرائيل بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، تم اعتراض معظمها.
- الرد الإسرائيلي على إيران (19 أبريل): ردت إسرائيل بضربات انتقامية داخل إيران، استهدفت مواقع عسكرية.
- يونيو 2025 (وفقًا للمعلومات المتاحة حاليًا):
- تشير التقارير إلى تصعيد جديد في يونيو 2025، حيث شنت إسرائيل ضربات على أهداف نووية وعسكرية إيرانية.
- تبعتها ضربات إيرانية على إسرائيل.
- أُعلن عن وقف إطلاق نار بين الطرفين بوساطة أمريكية، بعد فترة من "حرب الـ 12 يومًا" التي شملت تبادل الضربات المكثف.
الأطراف الرئيسية:
- إيران: تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي وتحدي الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وتعتبر البرنامج النووي حقًا سياديًا.
- إسرائيل: تعتبر إيران، خاصة برنامجها النووي ودعمها للجماعات المسلحة، تهديدًا وجوديًا لأمنها القومي.
- الولايات المتحدة: حليف رئيسي لإسرائيل، وقد شاركت بشكل مباشر في بعض الضربات الأخيرة ضد إيران لمنع تصعيد أوسع.
- وكلاء إيران: مثل حزب الله في لبنان، حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، الحوثيون في اليمن، والميليشيات في العراق وسوريا.
الصراع مستمر ويتسم بالديناميكية والتغير، مع محاولات مستمرة من الطرفين لردع بعضهما البعض وتحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة