عاجل

هل أدركتني شفاعة النبي في العام الهجري الجديد؟، سؤال لا يفارق ذهني منذ أن فارقت الحجرة النبوية بمسجد سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، مشهد لم أكن أضعه في حسباني. فمذ وطأت قدماي لتغطية فعاليات وزارة الأوقاف احتفاءً وابتهاجًا بذكرى السنة الهجرية الجديدة كانت أقصى أماني أن أقرأ الفاتحة في حضرة سيدنا الحسين والمضي عائدًا إلى بيتي.

دقائق ربما مضت سريعًا لكنها تركت أثرًا لن يفارقني وإن تجددت الزيارة وتكرر المشهد، فما بين دموع البعض ولهفة الآخرين كان شرود ذهني: أالآن أدركتني شفاعة النبي؟، ماذا لو كانت هذه الزيارة وهذا الاصطفاء في الروضة الشريفة في حضرة خاتم المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه بأطهر بقاع الأرض في مدينته التي نحتفي بذكرى هجرته الشريفة إليها؟

دهشة وجمود وذهول ومعانٍ كثيرة وعديدة يصعب سردها على مثلي، فلست ممن يجيد وصف مشاعر الحب النبوي، ولست ممن يجد في نفسه القدرة أن يوفي حديثه صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه، والذي جاء في حضرته الشريفة قائلًا: «يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر».  

ولست ممن يقوى أن يقول بقدره صلى الله عليه وسلم في نفسي بل في أنفس أهل الأرض جميعًا، فيكفي أن مقامه صلوات ربي وسلامه عليه يسمو ولا يسمو عليه، فقد صلى عليه ربه فقال جل من قائل:« إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ»، لكن الحب والعشق وغيرها من المنازل التي غياهبه البشر عندي يفوق الكلمات وتعبيراتها فيكفي أن يصل إلى صاحب الشفاعة وخير مشفع وبه تكتمل العبادة وعلى دربه يسمو الوصول.

نعم أدركتني شفاعة النبي؛ هو اليقين الذي يغلب علي الآن بعد أن مست يدي وقبلت شفتاي واحتضن قلبي وخارت أعضائي في مشهد رؤية أدوات النبي صلى الله عليه وسلم وهي ممن عدها الفقهاء والعلماء إحدى منازل الشفاعة يوم المشهد العظيم.

ختامًا لست ممن يؤمنون بالصدف بل يغلب على قلبه يقين الاصطفاء فمن قدر لي أن أكون ممن يجتمع بأثر نبيه في ليلة نحسبها عيدًا، وذكرى نشرف بأن نكون ممن اختارهم الله جل وعلا لاتباع هذا النبي الأعظم والرسول الأكرم، ونسأله أن يكتب لي اصطفاءً بزيارة مدينته صلى الله عليه وسلم كي أنال حظي بشفاعة جسده الطاهر المطهر، وأن يجعلنا ممن اقتفى الأثر وحذى الدرب وارتقى الدرجات محبة في سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه.

تم نسخ الرابط