"الحاكم بأمره في النصر".. العالمي يواصل تلبية طلبات كريستيانو رونالدو

يبدو أن كريستيانو رونالدو لم يأتِ إلى النصر السعودي من أجل ختام مسيرته الكروية فقط، بل ليكون لاعبًا له كلمة مسموعة ونفوذ يمتد إلى عمق القرار الفني والإداري داخل النادي.
في الموسم الجديد، بات واضحًا أن "الدون" لم يرضَ بدور النجم داخل المستطيل الأخضر فقط، بل سعى لتكوين منظومة كاملة تسير وفق رؤيته وقناعاته، وهو ما ترجمته إدارة النصر سريعًا بخطوات ملموسة.
بدأت القصة مع ختام موسم 2024-2025، الذي خرج فيه النصر خالي الوفاض رغم وجود أسماء ثقيلة في التشكيلة، أبرزهم كريستيانو رونالدو وساديو ماني وأوتافيو وبروزوفيتش. ومع تصاعد الغضب الجماهيري، تحركت الإدارة لاحتواء الموقف، وبدأت الاجتماعات المغلقة مع قائد الفريق، الذي قدم قائمة كاملة من المطالب لتجديد عقده وتمديد رحلته في الرياض.
قائمة الشروط.. والدون يكتب السيناريو
أبرز مطالب رونالدو كانت واضحة وصريحة:
إقالة الجهاز الفني الحالي، وعلى رأسه الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي لم يقنع النجم البرتغالي بخططه أو قراراته الفنية، واعتبره دون مستوى الطموح.
إقصاء المدير الرياضي الإسباني فيرناندو هييرو، الذي لم يُحقق التوازن المطلوب في التعاقدات، بحسب رؤية اللاعب، وكان محل انتقادات داخلية متكررة من جانب رونالدو.
استقدام جهاز أوروبي محترف، يشمل مدربًا يتمتع برؤية حديثة وشخصية قوية، إلى جانب مدير رياضي أوروبي يملك خبرة تخطيطية قارية وقدرة على بناء فريق منافس على كل البطولات.
الاستجابة السريعة
في مشهد يؤكد حجم التأثير الذي بات يتمتع به رونالدو داخل أروقة العالمي، لم تتأخر إدارة النادي كثيرًا، وقررت بالفعل الاستغناء عن ستيفانو بيولي، الذي تم التعاقد معه مؤخرًا ولم يكمل سوى أشهر معدودة، كما أعلنت رسميًا رحيل فيرناندو هييرو عن منصبه، وسط حديث متزايد عن نية الإدارة التعاقد مع جهاز أوروبي جديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
مصادر صحفية أكدت أن النصر بات قريبًا من التوقيع مع مدرب إسباني من أصحاب الخبرة الأوروبية، في ظل ارتباط أسماء مثل رافا بينيتيز وخوان كارلوس أونزوي، فيما يتم حاليًا بحث هوية المدير الرياضي الجديد، وسط احتمالات بقدوم شخصية لها جذور في الدوري الإنجليزي أو الإيطالي.
النفوذ المشروع أم التدخل المبالغ؟
الجدل مستمر حول مدى تأثير كريستيانو على قرارات إدارة النصر. البعض يرى أن الدون يستخدم خبراته في تطوير الفريق وتحقيق مشروع حقيقي للنادي، بينما يعتبر آخرون أن تدخلاته باتت تتجاوز حدود اللاعب إلى منطقة "الحاكم بأمره"، وهو ما قد يُثير حساسية داخل غرفة الملابس.
في كل الأحوال، يبدو أن إدارة النصر اختارت الرهان على استمرار رونالدو، حتى وإن كلفها إعادة هيكلة منظومة كاملة.