عاجل

حقن مجهولة تحول مهرجان الموسيقى في فرنسا إلى كابوس جماعي.. ما القصة؟

صورة من الحفل
صورة من الحفل

تحوّل مهرجان الموسيقى السنوي في فرنسا، المعروف بـ Fête de la Musique، إلى مشهد من القلق والفوضى، بعد تسجيل أكثر من 145 بلاغًا بشأن اعتداءات باستخدام حقن مجهولة المصدر استهدفت المشاركات في الحفل، في حادثة أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا وتحقيقات أمنية مكثفة.

حفل فني يتحوّل إلى كابوس

يقام مهرجان الموسيقى سنويًا بتاريخ 21 يونيو في مختلف المدن الفرنسية، ويُعد من أبرز الفعاليات الثقافية التي تشهد حضورًا جماهيريًا واسعًا، لكن هذا العام، طغت عليه أخبار الاعتداءات بحق النساء باستخدام الإبر، وهو ما وثقته مقاطع متداولة ومنشورات على تيك توك وسناب شات تحذر من التعرّض للطعنات المفاجئة.

وفقًا لوزارة الداخلية الفرنسية، فإن الشرطة سجلت 145 حالة، من بينها 21 بلاغًا في منطقة باريس الكبرى (إيل دو فرانس)، منهم 13 حالة في العاصمة باريس وحدها.

 وأكدت السلطات نقل بعض الضحايا إلى المستشفيات لإجراء اختبارات السموم، بينما تم فتح 3 تحقيقات جنائية عقب بلاغات من فتاة (15 عامًا)، وشاب (18 عامًا)، وسيدة بالغين عن تعرضهم للحقن.

إلهام الفضالة تدافع عن المحامية مريم البحر: «تاج رأسك يا عبدالله بوشهري»

طبيعة الهجمات: مواد مجهولة وأعراض مقلقة

حتى الآن، لم تكشف تحاليل السموم عن وجود مواد مخدرة في أجسام الضحايا، ما يرجح احتمال أن تكون بعض الإبر فارغة وتهدف فقط إلى الترهيب وبث الذعر، ولكن بالرغم من غياب المادة، يُعد وخز الإبرة نفسه جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات.

الضحايا أبلغن عن أعراض شملت الغثيان والدوار والصداع المفاجئ، ما زاد من تعقيد الموقف والغموض المحيط بالحادثة.

حملة منظمة أم أحداث فردية؟ 

أكدت وزارة الداخلية أن السلطات ألقت القبض على 14 شخصًا مشتبهًا بهم تتراوح أعمارهم بين 19 و44 عامًا، في مناطق متعددة من فرنسا، وهذا الرقم يدعم فرضية أن الهجمات ليست عشوائية تمامًا، بل ربما جزء من تنسيق أو تحدٍّ إلكتروني منظم، خاصة مع ظهور دعوات استهداف النساء على بعض منصات التواصل.

ويرى مراقبون أن هذه الحوادث تمثل امتدادًا لظاهرة "هجمات الحقن" التي ظهرت لأول مرة في بريطانيا وإسبانيا وبلجيكا عام 2021، حين أبلغت نساء عن تعرضهن لوخز مماثل داخل الحانات والملاهي الليلية.

5 ألوان تجنّب تنسيقها مع الخشب لمواكبة موضة ديكور صيف 2025

منصات التواصل تحت مجهر التحقيق

بحسب الكاتب الفرنسي فيليكس لوميتر، مؤلف كتاب "ليلة الرجال"، فإن ظاهرة الاعتداء عبر الإبر ترتبط بـ نزعات ذكورية متطرفة، يتشارك أفرادها فيما بينهم عبر الإنترنت نصائح لترويع النساء.

وقد لعبت مواقع مثل تيك توك دورًا محوريًا في نشر الهلع من خلال فيديوهات تحذيرية، بعضها حقيقي وبعضها مبالغ فيه، ما أدى إلى موجة ذعر جماعية.

استجابة فورية

لمواجهة هذه الظاهرة المقلقة، تم إطلاق تطبيق Espace-Safer، الذي يتيح الإبلاغ الفوري عن أي سلوك مريب أو حادثة اعتداء، ويوفر دعمًا نفسيًا ومعلومات قانونية للضحايا.

كما نظّمت عدة جهات ورشات توعوية خلال فعاليات المهرجان لتثقيف الجمهور بكيفية التصرف في حال التعرض للهجوم.

نصائح السلامة للنساء من الشرطة الفرنسية

أوصت السلطات النساء المشاركات في الفعاليات القادمة بالتالي:

  • التنقل في مجموعات وتجنّب العزلة
  • إبلاغ الأصدقاء والمنظمين فور الشعور بأي ألم أو وخز
  • التوجه مباشرة للمستشفى لإجراء فحوص طبية عاجلة
  • توثيق أي دليل ممكن (صور، شهود، تسجيلات)

هل تصبح مهرجانات فرنسا تحت التهديد الدائم؟

فيما لا تزال التحقيقات جارية، يواجه مهرجان "عيد الموسيقى" وفعاليات مماثلة تحديات أمنية غير مسبوقة. وبين المخاوف الشعبية والرغبة في الاستمتاع بالحياة الثقافية، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح فرنسا في الحفاظ على أمان مهرجاناتها الجماهيرية؟ أم أن ظاهرة "الإبر المجهولة" ستُعيد تشكيل المشهد الترفيهي للأبد؟

تم نسخ الرابط