لماذا تعتبر ايران ورقه رابحة للصين و روسيا في الشرق الاوسط

في ظل التصعيد الأخير في الشرق الأوسط، ومع الهجوم الأمريكي والإسرائيلي على مواقع نووية داخل إيران، تزداد الأسئلة حول موقف روسيا والصين، ولماذا ترفضان سقوط النظام الإيراني. يبدو أن هذا الدعم يتجاوز مجرد تحالف سياسي، ويمتد إلى أسباب استراتيجية واقتصادية وعسكرية تمس أمن البلدين بشكل مباشر.
حتى الآن، لم تتوقف الحرب فعليًا، لكنها على حافة الانفجار الكبير. تدخل روسيا والصين ليس لإيقاف الحرب فقط، بل لضمان ألا يسقط النظام الإيراني، لأن هذا السقوط يعني تهديدًا مباشرًا لمصالحهم الكبرى.
وتعتبر روسيا تعتبر إيران خط دفاع جنوبي ضد تمدد النفوذ الأمريكي والناتو. وجود حكومة موالية لأمريكا في طهران يعني اقتراب الخطر الأمريكي من حدود روسيا الجنوبية.
وتعتمد روسيا على مرور الغاز إلى أوروبا وتركيا، ومن بين المسارات الأساسية: خط يمر عبر إيران. إيران تمتلك أكثر من ٣٤ تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، أي ما يعادل حوالي ٦٠% من الاحتياطي العالمي. في حال تم تغيير النظام إلى موالٍ للغرب، قد يتم بناء خطوط أنابيب بديلة تسحب السوق الأوروبي من قبضة روسيا.
كما تمكنت روسيا من رفع سعر الغاز والنفط عالميًا بعد حرب أوكرانيا، وزادت أرباحها من بيع الطاقة. كما أن وجود إيران تحت سيطرتها أو ضمن تحالفها يمنع إنشاء طرق بديلة قد تُفشل هذا الإنجاز.و لا ننسى موقف ايران في حرب روسيا مع اوكرانيا حيث امددتها بالطائرات الميسرة (درونز) باقل الاسعار فهي تعتبر حليفتها الاولى في الشرق
وتستورد الصين حوالي 30% أو أكثر من نفطها من إيران، وغالبًا ما يتم التعامل بينهما باليوان وليس بالدولار، وهو ما يساعد بكين في تقليل الاعتماد على النظام المالي الأمريكي.
وتعمل الصين مع إيران على إنشاء طريق بري يصل منتجات الصين إلى أوروبا خلال 15 إلى 20 يوم فقط، مقارنة بـ 40 يومًا عبر البحر. إيران هنا ليست مجرد دولة عادية، بل معبر رئيسي في مشروع "الحزام والطريق".
في حال تحكمت أمريكا في إيران، فهي قادرة على إغلاق مضيق ملقة، وبالتالي تعطيل طرق الملاحة المؤثرة في الاقتصاد الصيني. لهذا تعتبر الصين أن سقوط إيران تهديد مباشر.
دعم روسيا والصين لإيران ليس عاطفيًا ولا سياسيًا فقط، بل هو مرتبط مباشرة بمصالح حيوية لكلا البلدين. سقوط إيران قد يعني خسائر اقتصادية، انهيار تحالفات، وخطر عسكري محتمل. لذلك، تصر موسكو وبكين على حماية طهران، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن.