مروة عبد الجواد: في زمن الخوارزميات.. الإنسان يتحرك داخل قفص تاريخه الرقمي

أكدت الإعلامية مروة عبد الجواد، أن الذكاء الاصطناعي لم يعُد مجرد تكنولوجيا مساعدة، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من قراراتنا اليومية، مشيرة إلى أن الإنسان في عصر الخوارزميات لم يعد فقط من يختار، بل أصبح في كثير من الأحيان يُختار له.
مراقبة سلوك الأفراد
وأوضحت "عبد الجواد"، خلال تقديم برنامج "قادرون مع مروة"، عبر شاشة "هي"، أن آلاف الآلات تعمل في كل لحظة لمراقبة سلوك الأفراد على التطبيقات والمنصات الرقمية، ليس بهدف الحماية، بل من أجل جمع البيانات، وحفظها، وتحليلها، وإعادة تقديم اختيارات محسوبة بناءً على هذا السجل الرقمي.
حر في اختياراتك على التطبيقات
وقالت عبد الجواد : "أنت متخيل إنك حر في اختياراتك على التطبيقات، لكن الحقيقة أنت تتحرك داخل قفص من الخيارات المصمّمة لك بناءً على تاريخك الرقمي"، مشيرة إلى أن هناك خلطًا شائعًا بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات أو الفيديوهات التوليدية المنتشرة مؤخرًا، موضحة أن المفهوم أوسع من ذلك بكثير، فهو يشمل كل التطبيقات التي نتعامل معها يوميًا.
تحذيرات من تزايد التضليل
وحذّر محمد علاء، المتخصص في الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي، من تصاعد وتيرة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى مزيف بدرجة عالية من الاحترافية، يصعب على المتلقي العادي تمييزه عن الحقيقي، مؤكدًا أن هذه الموجة، التي تعتمد على أدوات مثل "ديب فيك" وRunway وChatGPT وPhotoshop AI، تُستخدم بشكل منهجي لاستهداف استقرار بعض الدول العربية.
وأشار محمد علاء إلى أن هذا النوع من التضليل لم يعد مقتصرًا على الأفراد أو الهواة، بل تقف خلفه جهات منظمة تسعى إلى إثارة الفوضى السياسية والنيل من ثقة الشعوب في حكوماتها.
نماذج على التزييف
من أبرز الأمثلة التي طرحها محمد علاء، فيديو زائف تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه ما يُزعم أنه إرسال مساعدات إماراتية إلى إسرائيل، في حين أن المشاهد الحقيقية تعود إلى مساعدات إنسانية أرسلتها الإمارات سابقًا إلى قطاع غزة، وأُعيد استخدامها بعد التعديل والتلاعب بالمحتوى.