الحماية المدنية.. جنود معلومون وبطولات لا تعرف الانتهاء

على مدار اليومين الماضيين، شهدت محافظات القاهرة والجيزة وعدد من المحافظات الأخرى سلسلة من الحرائق التي تسببت في خسائر مادية وبشرية مؤلمة. فقد شب حريق في مخزن بويات بمنطقة البراجيل في أوسيم، وحريق آخر داخل هايبر هليوبوليس بمنطقة النزهة، كما لقى شخصان مصرعهما إثر حريق داخل شقة بمدينة أكتوبر، بينما اندلع حريق في مخزن مواسير بمركز البلينا بمحافظة سوهاج.
التدخل البطولي والسريع
رغم اختلاف أسباب هذه الحرائق، فإن العامل المشترك في كل هذه الأحداث كان التدخل البطولي والسريع من قبل رجال الحماية المدنية، الذين لم ينتظروا طلبًا للمساعدة، بل كانوا دومًا على أهبة الاستعداد للسيطرة على النيران والحد من الخسائر، حفاظًا على أرواح وممتلكات المواطنين.
رجال الحماية المدنية هم بالفعل جنود مجهولون، يواجهون المخاطر بلا تردد، يؤدون مهامهم بكل شجاعة وتفانٍ. فبالإضافة إلى السيطرة على الحرائق، يقدم هؤلاء الأبطال جهودًا جبارة في انتشال الضحايا من تحت أنقاض العقارات المنهارة، كما شهدت حالات انهيار عقارات في مناطق السيدة زينب وحدائق القبة وشارع شبرا خلال أيام معدودة، حيث تصدوا للتحدي باقتحام المواقع المنهارة وانتشال الناجين والضحايا، متجاهلين المخاطر التي تهدد حياتهم.
في مشاهد إنسانية مؤثرة، تتكرر يوميًا أعمال الإنقاذ، من تحرير مسنين محتجزين داخل شققهم إلى إخراج أطفال أغلق عليهم الباب، وإنقاذ مواطنين حاصرتهم السيول والأمطار.
الروح الوطنية العالية
كل ذلك يعكس الروح الوطنية العالية التي يتحلى بها رجال الحماية المدنية، الذين يرون في مهنتهم رسالة سامية ومسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن أي جبهة أخرى تدافع عن الوطن.
ولا يخلو عمل رجال الحماية المدنية من التضحيات، حيث كثيرًا ما يتعرضون لإصابات بالغة، أو حتى فقدان الحياة، أثناء تأديتهم لواجبهم النبيل. ومع ذلك، فإنهم يواصلون العمل بإصرار وعزيمة، مدركين أن ما يقومون به من حماية وحفاظ على حياة المواطنين هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الوطن.
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، يظل رجال الحماية المدنية على رأس الأولويات الوطنية، مثالًا حقيقيًا للبطولة والتفاني في خدمة المجتمع، يستحقون كل التقدير والاحترام لدورهم الحيوي في مواجهة الكوارث وإنقاذ الأرواح.