عاجل

بالزغاريد .. استقبال شعبى للبابا تواضروس فى أول زيارة لكنيسة العصافرة

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني في الإسكندرية

استقبل الحضور فى كنيسة العصافرة بالإسكندرية، مساء اليوم الأربعاء، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بالزغاريد، في زيارته الأولى لكنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس والأنبا موسى القوي بمنطقة 45.

جاء ذلك بحضور الأنبا بافلي، أسقف عام كنائس المنتزه بالإسكندرية، والأنبا هيرمينا، أسقف عام كنائس شرق الإسكندرية، والأنبا ارشليدس، والقمص إبرام إميل، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، وعدد من آباء كهنة الكنائس المحيطة بمنطقتي العصافرة وسيدي بشر.

وشهد محيط الكنيسة احتفاءً شعبيًا كبيرًا، حيث توافد المئات  للمشاركة في استقبال البابا، وارتفعت الزغاريد من النساء مع ترديد الألحان الكنسية، وسط مشاهد مؤثرة عبّرت عن فرحة أبناء المنطقة بزيارة قداسة البابا، والتي تُعد زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لكنائس العصافرة.

البابا تواضروس يعقد اجتماع الأربعاء من كنيسة القديسين
 

وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني اجتماع الأربعاء الأسبوعي اليوم من داخل كنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس والقوي الأنبا موسى بحي العصافرة، وتأتي الزيارة في إطار جولات البابا الرعوية المتعددة بمحافظة الإسكندرية.

 


وفى وقت سابق استعرض قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مقال إنساني مؤثر، محطات من رحلته الدراسية والتعليمية داخل مصر وخارجها، مسلطًا الضوء على التأثير العميق الذي تركته هذه التجارب في تشكيل شخصيته وبناء مسيرته الكنسية والقيادية.

وقال البابا تواضروس إن مراحل التعليم المختلفة، من الثانوى إلى الجامعى وما بعد الجامعى، تمثل الركيزة الأساسية فى بناء الإنسان وتكوين نظرته للحياة، مشيرًا إلى أن "التعلم ليس فقط تراكمًا للمعرفة، بل هو نافذة لفهم العالم وخدمة الآخرين". وأضاف: "رحلتي التعليمية لم تكن مجرد تحصيل علمي، بل كانت طريقًا لاكتشاف الذات وتعميق الإيمان".

 

من الصيدلة إلى التصوير

تخرج قداسة البابا في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية عام 1975 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وعمل بعد التخرج في وحدة صحية تابعة لوزارة الصحة، قبل أن يلتحق بالدير لاحقًا.

واستعرض قداسته إحدى التجارب التي أثرت فيه كثيرًا، وهي حصوله على منحة دراسية لمدة 100 يوم في المملكة المتحدة، شارك خلالها مع طلاب من إنجلترا والهند وباكستان وأيرلندا، واطلع على نظم التعليم المتقدمة والرعاية الصحية، وحرص خلالها على اقتناء كتب في فن التصوير الفوتوغرافي، وهو أحد هواياته القديمة.

كما تحدث عن مشاركته في برنامج تدريبي متقدم بكندا عام 1991 حول "التنمية والكنيسة"، والذي نظمه مجلس كنائس الشرق الأوسط بالتعاون مع معهد كندي. وقال البابا: "كانت تجربة مدهشة، تعلمت فيها كيف يمكن للكنيسة أن تلعب دورًا فاعلًا في تنمية المجتمعات وخدمة المهمشين"، مشيرًا إلى أن الكلمة التي ألقاها في ختام البرنامج جعلت الحضور يصفقون له بحرارة، بعد أن أجاب عن سؤال افتراضي يتعلق بكيفية إنفاق مليون دولار في خدمة الإنسان.

 

المعرفة تقود إلى الخدمة

أوضح البابا تواضروس أن هذه التجارب التعليمية المتنوعة أكسبته آفاقًا أوسع في فهم دور الكنيسة في المجتمع، وعمّقت لديه مفاهيم القيادة والتدبير والخدمة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها مصر في أعقاب حادث اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1981، وما أعقبه من توترات بين الدولة والكنيسة.

وأضاف: "لم أشعر بقيمة هذه الفرص الدراسية حقًا إلا بعدما وضعتني العناية الإلهية في مسؤولية قيادة الكنيسة عام 2012، فكانت هذه السنوات التكوينية بمثابة الزاد الذي أمدّني بالحكمة والمعرفة في خدمة الناس"، مشددًا على أهمية التعليم والسفر كوسيلتين لفتح الأفق وتطوير الذات.

 

تقدير وامتنان

وختم قداسته مقاله برسالة شكر وامتنان لكل من قدم له دعمًا أو أتاح له فرصة للتعلم، قائلاً: "أشعر بعظيم الامتنان والتقدير لكل من ساعدني، فكل تجربة، وكل كتاب، وكل لقاء، كان لبنة في بناء هذه المسيرة، التي هي في حقيقتها رسالة حب وخدمة من أجل الإنسان".

يذكر أن البابا تواضروس الثاني تولى الكرسي البابوي في نوفمبر 2012، ويعد من الشخصيات الدينية المؤثرة في الشرق الأوسط، ويولي اهتمامًا كبيرًا بالعلم والمعرفة والتواصل المجتمعي، ويدعم مبادرات التعليم والصحة النفسية والتنمية المستدامة داخل الكنيسة وخارجها.
 

تم نسخ الرابط