تحفظ أكاديمي على عقد امتحانات الثانوية في الجامعات.. الأسباب والصعوبات | خاص

يدرس المجلس الأعلى للجامعات، مقترحا مقدما من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لعقد امتحانات الثانوية العامة 2025، فى أكثر من مكان سواء فى الجامعات أو فى قاعات مجهزة فى أماكن أخرى، حيث يأتي هذا المقترح رغبة من قبل وزارة التعليم فى التصدى لمحاولات الغش التى تحدث من البعض خلال أعمال الامتحانات.
موقف الأعلى للجامعات من عقد امتحانات الثانوية العامة
وحسب مصدر مطلع بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لـ"نيوز رووم"، بأنه حال موافقة المجلس الأعلى للجامعات، على عقد امتحانات الثانوية العامة 2025، ستكون في 3 جامعات وهي ( سوهاج – الزقازيق – أسيوط).
واستطع "نيوز رووم”، آراء عدد من أساتذة الجامعات، حول إمكانية عقد امتحانات الثانوية العامة 2025، في الجامعات، ومدى فرص نجاحه في ظل سعي وزارة التعليم، في إيجاد وسائل للتصدي لظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة.
في البداية أكد الدكتور وائل كامل الأستاذ بجامعة حلوان، أن عقد امتحانات الثانوية العامة بالجامعات هي فكرة قد تحمل من وجهه نظر أصحابها السيطرة على الغش ولكن سلبياتها أكثر من إيجابيتها، لعدة أسباب، منها صعوبة توفير قاعة امتحانات جامعية بكل حي وكل منطقة وبالتالي الطلاب سيواجهون صعوبة كبيرة في بعد المسافة والمواصلات لحين وصولهم لمقر الامتحان مما سيؤثر على نشاطهم الذهني، قائلا:"المفترض أن الطالب يصل للجنته مبكرا للتعرف على مكان جلوسه وتأهيل نفسه للامتحان فماذا لو كان مقر سكن الطالب يبعد ساعتين عن مقر الجامعة".
صعوبات عقد امتحانات الثانوية العامة في الجامعات
وأوضح كامل، أن الرهبة والحالة النفسية للطلاب والتشتت والتوتر ما بين اعتيادهم على التواجد بفصول مدرسية وفجأة يتم وضعهم بمدرج كبير اول مرة يشاهدوه في امتحان مصيري، موضحا أن أول تجربة للجامعات بتجهيز مقارها لامتحانات ثانوية ستظهر سلبيات عديدة في الغالب ستقع على عاتق تأخير في زمن بدء الامتحان أو تأخير في تنسيق جلوس الطلاب أو فوضى لأن الأعداد الكبيرة غير المنظمة تتطلب خطة دقيقة يجب أن يتم تجربتها على امتحانات تجريبية وليست امتحانات نهائية فيصيلية ، وستحدث نفس المشاكل التي حدثت وقت أن تم تطبيق فكرة الامتحان بنظام التابلت أول مرة والسيستم وقع بلجان عديدة نتيجة التسرع في تطبيق أي فكرة قبل تجربتها.
وقال عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، إن يرغب بمنع الغش يستطيع منعه وهو داخل المدرسة وليست حجة أن نقل الامتحان لمدرج جامعي سيمنع الغش، وعلى الجانب الآخر من ينوي الغش لن يمنعه التواجد بمدرج جامعي سيكون مكدس بالطلاب ، مشيرا إلى أن تنسيق مواعيد امتحانات الجامعات التي بعد أن تنتهي من مرحلة البكالورويوس تبدأ امتحانات الدراسات العليا ومع امتحانات الثانوية العامة قد يشكل نوع من الصعوبة ، واهلاك لمقار الجامعات ، متسائلا: "هل ستشارك كل الجامعات الأهلية والخاصة في فتح مدرجاتها لطلاب الثانوية ام سيقتصر المقترح على الجامعات الحكومية فقط".
وبدروه، قال الدكتور محمد كامل الأستاذ بجامعة جنوب الوادي، إن طرح فكرة عقد امتحانات الثانوية بالجامعات فكرة غير صائبة، فهي من ناحية أنها عبء على الجامعات وقد تؤخر ظهور النتائج لطلاب البكالوريوس خاصة في السنوات النهائية للذكور المطلوبين للتجنيد، وعلى الجانب الآخر هي عملية هروب وليست علاج، وأن النتيجة الحتمية هي وصول الغش داخل الجامعات.
طرق مواجهة الغش
وأشار كامل، إلى أن مواجهة ظاهرة الغش، لا تتم بالهروب أو التحصن بأسوار الجامعات ولكن باتخاذ موقف حازم مع الطلاب وأولياء الأمور والمراقبين، لافتا إلى أن هناك لجانا معروف عنها الغش خلال السنوات السابقة وأن مواجهة منابع وأسباب الغش بالحزم وعدم المحاباة خير من علاج أعراض الغش باجراء الامتحانات داخل الجامعات وإقرار أن الغش ظاهرة مستعصية غير قابلة للعلاج، مشيرا إلى أن انعقاد الامتحانات لطلاب الثانوية في الجامعات سيمنع الغش لأنه مبدأ راسخ ننيجة عدم تطبيق القانون والمجاملات.
وقال الدكتور عبدالعزيز حسن ، الأمين العام لنادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة بنها، إن عقد امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات لمواجهة ظاهرة الغش لا يجب أن يطرح للمجتمع دون دراسة وتمهيد إذا تم تنفيذه، مشيرا إلى أن إمكانيه تنفيذ هذا الأمر من عدمه هو صعب ولكنه ليس مستحيلا.
وتساءل حسن، قائلا:"هل الجامعات مؤهلة لاستقبال هذه الأعداد من طلاب الثانوية العامة، وهل وضعت خطة لتنفيذ هذا الأمر بموافقه المجلس الأعلى للجامعات والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وأين سيذهب طلاب الجامعات في فترة الامتحانات ، مشددا على أن مواجهة ظاهرة الغش يكمن في وضع وتغيير الإجراءات المتبعة من قبل وزارة التربية والتعليم لمواجهة ومكافحة ظاهرة الغش خصوصا مع انتشار التكنولوجيا فيجب تدريب المعلمين وكذلك تكثيف كاميرات المراقبة وتوعيه الطلاب بخطورة الغش وعواقبه من خلال القنوات الإعلامية سواء للمحافظة أو التربيا والتعليم أو الجامعات.
