أحمد الخطيب: لأول مرة منذ 97 عاما مصر بلا تنظيم للإخوان | فيديو

أكد الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، أن القضاء بشكل نهائى على تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، لم يكن أمرًا سهلًا، ولكن الدولة المصرية تمكنت بالفعل من إنهاء وجود التنظيم على الأرض، لأول مرة منذ تأسيسه في عام 1928، بفضل جهود أجهزة الأمن المختصة.
التنظيم لم يعد له أي نشاط فعلي
وقال الخطيب، فى مداخلة هاتفية مع برنامج “الحياة اليوم”، المذاع عبر قناة “الحياة"، اليوم الأربعاء، التنظيم لم يعد له أي نشاط فعلي أو تنظيمي داخل مصر، موضحًا أن ما تبقى من تأثير يقتصر على محاولات بث الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب استغلال الإنترنت في عمليات التجنيد وبث الأفكار المتطرفة.
مصر حققت نجاحات باهرة في مواجهة الإرهاب
وأضاف أحمد الخطيب، أن مصر حققت نجاحات باهرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية بشكل عام، مؤكداً أن هذه النجاحات تجاوزت نجاحات دول كبرى، بفضل الرؤية الأمنية والاستراتيجية التي تبنتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، والتي ساهمت في تحصين الجبهة الداخلية وإفشال كل محاولات الفوضى والتخريب.
طليعة من تصدوا لتنظيم الإخوان
وفى وقت سابق أكد المستشار طاهر الخولي، محامي نيابات أمن الدولة السابق والمحامي بالنقض، أن رجال القضاء والقانون كانوا في طليعة من تصدوا لتنظيم الإخوان وساهموا في إزاحتهم عن الحكم خلال ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان لا تمثل سوى 6% فقط من الشعب المصري.
وأوضح "الخولي"، في حوار سياسي أُجري عبر لـ الراديو 9090، ضمن برنامج "رسالة وطن" الذي يقدّمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، أن ثورة 30 يونيو كانت تجربة مفيدة للشعب المصري، رغم ما صاحبها من ألم جرّاء صعود الإخوان إلى السلطة، واصفًا إياها بأنها تجربة ديمقراطية استغلتها الجماعة للوصول إلى الحكم. ولفت إلى أن تجربة قيادة الإخوان لمفاصل الدولة المصرية كشفت الجانب السلبي للديمقراطية، مؤكدًا أن للديمقراطية وجهين، أحدهما إيجابي والآخر سلبي.
وأضاف: «عندما تُمنح الشعوب الحرية دون وعي وفهم ودراسة، تظهر إشكاليات كبيرة، ولهذا كانت تجربة 30 يونيو ضرورية ومفيدة للمجتمع المصري، رغم ما حملته من قسوة، إذ شكّلت أول اختبار حقيقي للديمقراطية واختيار نواب البرلمان ومجلس الشورى»، وتابع: «من خلال عملي في نيابة أمن الدولة طوال 17 عامًا، أستطيع القول إن جماعة الإخوان لا تمثل أكثر من 4 أو 5 أو 6% من الشعب المصري، كما أن هناك شريحة واسعة جدًا من المواطنين—أقل من 50%—تعاطفوا مع هذا التيار، وقال الشعب: "نعطيهم فرصة"، وبالفعل حصلوا على هذه الفرصة، وكان هذا بدافع التعاطف بالإضافة إلى غياب الوعي السليم عند الاختيار».
وأشار الخولى إلى أن «الشعب المصري رأى أداء الإخوان وسعيهم للهيمنة على مفاصل الدولة، ومحاولاتهم إقصاء التيار المدني والليبرالي بالكامل من الحياة السياسية، فقد استحوذوا على مجلسي الشعب والشورى، والنقابات، وحتى انتخابات الرئاسة، وأقصوا القوى المدنية، رغم أن نسبة الليبراليين بين المصريين تفوق 70 إلى 80%».
وقال «الخولي»، الذي تقدَّم باستقالته من القضاء بعد ثورة 30 يونيو وارتدى ثوب المحاماة: « الجيش والشرطة نجحا في القضاء علي الإرهاب وهما الدرع الحامي لمصر من التنظيمات المتطرفه وتجربة حكم التيار الإسلامي، ممثلًا في جماعة الإخوان، أثبتت للمصريين أنهم يتاجرون بالدين. فالشعب المصري متدين بطبعه، والدين عنصر محوري في حياته اليومية، إذ يُبنى عليه كثير من القرارات الشخصية. ولذلك استغل الإخوان الحديث عن الجنة والنار، والثواب والعقاب، والخير والشر، لاستمالة الناس».
واستكمل حديثه قائلًا: «حينما نالوا فرصتهم في الحكم، صُدم الشعب بمستوى الأداء الضعيف، وغياب الرؤية، وانعدام الفهم. ومن هذا المنطلق، بدأ القلق على مستقبل الدولة المصرية ومؤسساتها، خاصةً وأن البلاد كانت على أعتاب مرحلة شديدة الخطورة»، معتقدًا «أن بداية النهاية لجماعة الإخوان، والتمهيد لثورة 30 يونيو، بدأت مع إصدار محمد مرسي للإعلان الدستوري الذي تضمّن إقالة النائب العام».