أحمد لاشين: اتفاق وقف النار بين إيران وإسرائيل «هدنة هشة»

أكد الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، أن اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخرًا بين إسرائيل وإيران لا يمكن اعتباره نهاية للصراع، بل هو بمثابة هدنة مؤقتة تخفي وراءها العديد من التوترات العميقة والقضايا غير المحسومة بين الجانبين.
وقال لاشين، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اليوم" على قناة "دي إم سي"، إن وقف إطلاق النار جاء نتيجة ضغوط سياسية وعسكرية متبادلة، وليس بناءً على تسوية حقيقية أو اتفاق رسمي يتضمن آليات للحل الدائم، مشيرًا إلى أن الهدوء الحالي "قابل للانفجار في أي لحظة" في حال تجددت الاستفزازات أو لم تُعالج الأسباب الجوهرية للصراع.
القلق الإسرائيلي من النووي الإيراني
وأشار لاشين إلى أن إسرائيل تنظر إلى المشروع النووي الإيراني باعتباره تهديدًا وجوديًا مباشراً، إلا أن تطور البرنامج الصاروخي الإيراني يمثل، من وجهة نظرها، الخطر الأكبر، خاصة في ظل تقارير عن دعم طهران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا. وأضاف أن هذا الدعم زاد من تعقيدات الموقف الدولي تجاه إيران، ودفع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى تشديد الضغوط السياسية والاقتصادية.
غياب الأهداف الاستراتيجية
واعتبر لاشين أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهداف استراتيجية واضحة خلال الجولة الأخيرة من التصعيد، موضحًا أن الضربات الجوية والدعم الأمريكي ساعدا فقط في إبطاء بعض الجوانب الفنية من المشروع النووي الإيراني، دون أن يؤديا إلى توقفه أو تراجعه بشكل فعلي.
وأوضح أن غياب اتفاق شامل أو إطار تفاوضي مؤسسي يعكس هشاشة الوضع الحالي، مشيرًا إلى أن السيناريوهات المستقبلية تظل مفتوحة على احتمالات التصعيد، خصوصًا مع استمرار طهران في تطوير برامجها النووية والصاروخية، واستمرار تل أبيب في اعتبار ذلك خطًا أحمر.
تحديات داخلية تواجه إيران
من جانب آخر، أشار أحمد لاشين إلى أن وقف العمليات العسكرية قد يمثل بداية أزمة جديدة داخل إيران، حيث ستواجه الدولة مشكلات أمنية واستخباراتية داخلية أكثر تعقيدًا. وأوضح أن طهران تُعاني من هشاشة في إدارة أجهزتها الأمنية وتحديات حقيقية في التعامل مع الأزمات الداخلية، وهو ما قد يُضعف موقفها السياسي في الفترة المقبلة.
كما أشار أحمد لاشين إلى أن إيران ستكون مضطرة للتعامل مع تبعات وقف العمليات من خلال تعزيز قبضتها الأمنية داخليًا، والاستعداد لعودة محتملة للتصعيد في ظل غياب حل جذري يُنهي الصراع مع إسرائيل.

مستقبل التهدئة.. غموض وتحفّظ
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور أحمد لاشين على أن ما يحدث حاليًا لا يعدو كونه "نهاية جولة" وليس نهاية حرب، مشيرًا إلى أن المنطقة ستظل تعاني من هشاشة الوضع الأمني ما لم يتم التوصل إلى حلول جذرية تشمل جميع الملفات الحساسة وعلى رأسها البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، بالإضافة إلى دور إيران الإقليمي وتحالفاتها.