عاجل

الآلاف يشهدون صلاة العشية في احتفالات عيد القديسة السيدة العذراء بأسيوط

جانب من الحفل
جانب من الحفل

في مشهد روحي مهيب، تشهد كنيسة دير المحرق بجبل قسقام بمدينة أسيوط احتفالات عيد القديسة السيدة العذراء "الحالة الحديد"، حيث أقيمت مساء اليوم صلاة العشية في اليوم الثامن من الاحتفالات التي يشهدها الدير.

وجاءت صلاة العشية هذا العام وسط أجواء من الخشوع والتعبد، حيث تجمع الآلاف من أبناء المنطقة والزائرين من مختلف محافظات مصر، لتجديد العهد مع السيدة العذراء والاستماع إلى الصلوات الروحية التي تعبر عن الإيمان العميق والتقاليد الكنسية العريقة المرتبطة بهذا العيد.

ويُعد دير المحرق، الواقع على جبل قسقام بأسيوط، من أبرز الأديرة التاريخية العريقة في مصر، ويحظى باهتمام خاص من قبل الأقباط والمهتمين بالتراث المسيحي، لما يحويه من تاريخ طويل مرتبط بالقديسة السيدة العذراء، التي يطلق عليها "الحالة الحديد" نسبة إلى المعجزة التي وردت عنها في التراث القبطي.

وشهدت الاحتفالات إقبالًا واسعًا من الشباب وكبار السن، الذين حرصوا على المشاركة في الصلوات والتراتيل الدينية التي أُديت على يد كهنة الدير، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الجميع وسط جائحة كورونا التي ما زالت تؤثر على التجمعات في مصر.

وأكد عدد من المشاركين في الاحتفال أن هذا العيد يمثل فرصة للتقرب إلى الله والتفكر في حياة السيدة العذراء التي تعتبر رمزًا للطهارة والإيمان والقداسة لدى المسيحيين في مصر والعالم.

فعاليات روحية

وقد تم تنظيم فعاليات روحية متنوعة على مدار الأيام الماضية، شملت صلوات خاصة، واحتفالات تراتيل، وزيارات للحجاج، مع اهتمام كبير بتقديم الدعم اللازم للزائرين من حيث الخدمات اللوجستية والمرافق.

ويستمر الاحتفال بعيد القديسة السيدة العذراء "الحالة الحديد" حتى نهاية هذا الأسبوع، حيث يُتوقع أن تزداد أعداد الزوار، مع تنظيم قداسات خاصة وصلاة التسابيح التي تعد من أبرز مظاهر الاحتفال في هذا العيد.

إن الاحتفالات بدير المحرق تعكس بعمق تراث الأقباط المصريين وتاريخهم الروحي، وتعيد إحياء القيم الدينية والتقاليد التي تربط بين الماضي والحاضر في المجتمع المسيحي بمصر.

وفى سياق متصل، استقبل نيافة الأنبا بيجول، أسقف ورئيس دير السيدة العذراء بجبل قسقام، المعروف بدير "المحرق"، أمس، وفدًا من خدام مؤسسة "Coptic Orphans" القبطية، وهى إحدى أبرز المنظمات القبطية التنموية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار جولة روحية وتعريفية تستهدف ربط الأقباط في المهجر بالكنيسة الأم ومقدساتها التاريخية.

كان في استقبال الوفد عدد من رهبان الدير الذين رافقوهم في جولة موسعة شملت أهم المعالم الأثرية والمزارات المقدسة داخل الدير، حيث زار الخدام كنيسة السيدة العذراء الأثرية التي تُعد من أقدس الأماكن المسيحية في مصر، إذ تضم المغارة التي أقامت بها العائلة المقدسة أثناء هروبها إلى أرض مصر، ويُذكر أن مذبح الكنيسة قد دُشِّن بيد السيد المسيح نفسه بحسب التقليد الكنسى.

 

كما شملت الزيارة جولة في "الحصن الأثري" الذي شُيد لحماية الدير وسكانه في العصور الوسطى، وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، حيث قدم الرهبان شروحات وافية عن تاريخ كل موقع، وأهميته الروحية والمعمارية، ودوره في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وفي ختام الزيارة، عبّر نيافة الأنبا بيجول عن ترحيبه بالوفد، مؤكدًا على أهمية التواصل المستمر بين الكنيسة في الداخل والخارج، كما أهدى الزائرين نبذة تاريخية موثقة عن الدير إلى جانب بعض الهدايا التذكارية الرمزية، التي تحمل دلالات روحية وتاريخية.

تم نسخ الرابط