في زمن التكنولوجيا.. مصر ترسم خريطة جديدة للرعاية الصحية الشاملة

شاركت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل في فعاليات النسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي "Africa Health ExCon 2025"، الذي يُعقد تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 25 إلى 27 يونيو الجاري، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات بالتجمع الخامس، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز التغطية الصحية الشاملة وتوسيع نطاق الشمول الرقمي في قطاع الصحة.

دعم القيادة السياسية وتحول رقمي شامل

وفي جلسة مخصصة نظّمتها الهيئة تحت عنوان يركز على "الذكاء الاصطناعي والشمول الرقمي"، أكدت مي فريد، المدير التنفيذي للهيئة، أن مصر تمضي قدمًا برؤية طموحة نحو نظام صحي رقمي يستند إلى إرادة سياسية قوية وبنية تنفيذية مرنة، مشيرة إلى أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل ضرورة لتقديم خدمات صحية عادلة وسريعة وشفافة.

تجارب عملية ناجحة

من جانبه، عرض اللواء الدكتور المهندس أسامة منير، رئيس الإدارة المركزية للتحول الرقمي بالهيئة، أبرز ملامح التطور في البنية التحتية الرقمية لنظام التأمين الصحي الشامل، مشيرًا إلى نجاح تجربة محافظة الإسماعيلية كنموذج تكاملي يربط مراحل التعاقد والاعتماد وتجميع البيانات وإدارة المطالبات من خلال دورة رقمية موحدة.

الحلول التقنية والشراكات الاستراتيجية

وقدّم أكرم رضا، الرئيس التنفيذي لشركة "إي هيلث"، تصورًا متكاملًا عن دور البنية الرقمية في دعم الشمول الصحي وتكامل الأنظمة كشرط أساسي لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، فيما أشار اللواء توفيق قنديل، المدير العام لشركة "كونكتا"، إلى ضرورة تبني مبدأ "الرقمنة أولًا" لتحقيق نظام صحي مرن يستجيب بسرعة لمتغيرات الواقع.

بيانات لحظية لتحسين الرعاية

واستعرض الدكتور هيثم سيد، مستشار الصحة الإقليمي والرئيس التنفيذي للأعمال بشركة "ون هيلث"، أهمية استخدام التحليلات الفورية وتقنيات الأتمتة لدعم الرعاية الأولية، مؤكدًا أن توفير خدمات تتمحور حول الإنسان هو الهدف الأسمى للتحول الرقمي الصحي.

رقمنة قطاع الصيدليات

بدوره، تطرق الأستاذ عمار عقلان، الرئيس التنفيذي لشركة "EZ" التابعة لمجموعة صيدليات العزبي، إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة المخزون الدوائي وتعزيز كفاءة إدارة المطالبات، مشددًا على أن الرقمنة تمثل بوابة للشفافية والاستدامة في قطاع الصيدلة.

نتائج ملموسة وشراكات جديدة

واختتمت الجلسة بحوار موسع أدارته الدكتورة أميرة حجازي، ممثلة منظمة الصحة العالمية، حيث ناقش الحضور آفاق توسيع التدخل الرقمي في الدول الأفريقية، وتم التأكيد على أن التمكين الرقمي يمثل وسيلة لتحقيق العدالة الصحية وبناء أنظمة أكثر كفاءة واستجابة.

وأسفرت الجلسة عن عدة نتائج مهمة، كان أبرزها إطلاق "أداة الاستعداد الرقمي" لدعم اندماج مقدمي الخدمة والمنشآت الصغيرة في المنظومة التأمينية، بالإضافة إلى توقيع عدد من عقود الشراكة مع مقدمي خدمات صحية من القطاعين العام والخاص، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار والتحول الرقمي في قطاع الصحة.