حسن سلامة: حكمة القيادة السياسية المصرية تضمن استقرارالشرق الأوسط
أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، يعكس ثوابت السياسة المصرية في التعامل مع أزمات المنطقة، موضحًا أن القاهرة، وكما هو نهجها التاريخي، ترفض بشدة استخدام القوة العسكرية كوسيلة لحل النزاعات، وتدفع دائمًا نحو الحلول السياسية والحوار البناء.
وفي تصريحاته لقناة "إكسترا نيوز"، شدد حسن سلامة ،على أن هذا الاتصال يأتي في وقت حساس تمر به المنطقة، ويؤكد حرص القيادة المصرية على تهدئة التوترات والتعامل بحكمة مع التطورات المتلاحقة، بما يحافظ على استقرار الشرق الأوسط ويمنع أي انفجار محتمل للأوضاع.
موقف حاسم من القاهرة
وأشار حسن سلامة ، إلى أن الرئيس السيسي كان واضحًا خلال الاتصال، حيث عبّر عن الرفض القاطع للهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد في دولة قطر، معتبرًا أن هذا الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عربية شقيقة، وهو ما لا يمكن أن تقبله مصر تحت أي ظرف.
وأوضح سلامة، أن هذا الموقف الحازم من الرئيس السيسي يعكس احترام مصر للسيادة الوطنية للدول، ورفضها لأي محاولات لفرض الأمر الواقع بالقوة، مؤكدًا أن القاهرة تعتبر المساس بسيادة أي دولة عربية تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي.
مصر تدعو إلى مفاوضات
ولفت سلامة، إلى أن القاهرة دعت خلال الاتصال إلى العودة إلى مائدة المفاوضات كسبيل وحيد لاحتواء الأزمة، مع ضرورة إعطاء فرصة حقيقية لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين إيران وإسرائيل، معتبرة أن التهدئة هي الخيار الأمثل لضمان الاستقرار ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
كما أشار إلى أن مصر تعمل حثيثًا مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية من أجل تعزيز المسارات الدبلوماسية وتجنب أي تصعيد قد يجر المنطقة إلى فوضى جديدة.
رمانة الميزان في الشرق الأوسط
وفي تحليله الأوسع للموقف المصري، قال حسن سلامة إن القاهرة تواصل لعب دور "رمانة الميزان" في المنطقة، وتعد مرتكزًا أساسيًا لتحقيق التهدئة وحفظ الاستقرار الإقليمي، سواء في النزاع الإيراني الإسرائيلي أو في الملف الفلسطيني، وحتى في العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
وأكد حسن سلامة أن مصر تتمسك بمبدأ الحل السياسي في كل النزاعات، وترفض التدخلات العسكرية أو استخدام القوة، وهو ما يرسخ مكانتها كقوة عقلانية ومحورية في الشرق الأوسط.
مفتاح الاستقرار في المنطقة
واختتم حسن سلامة تصريحاته بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية تبقى في صميم الموقف المصري من أزمات المنطقة، معتبرًا أن التوصل إلى حل عادل ودائم عبر خيار "حل الدولتين" هو السبيل الحقيقي لبناء نظام إقليمي آمن ومستقر.
وأوضح حسن سلامة أن تسوية هذا الصراع القديم سيُمهّد الطريق نحو تحقيق التنمية والسلام، ويمنح الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، فرصًا حقيقية للعيش في أمن واستقرار وكرامة، مشددًا على أن الدور المصري سيظل محوريًا في أي مبادرة دولية جادة في هذا السياق.
