بعد 15 عامًا من الغموض أول حالة بشرية لفصيلة دم لا مثيل لها.. ماذا نعرف عنها؟

في إنجاز طبي نادر قد يُحدث تحولًا كبيرًا في مجال طب نقل الدم، أعلن علماء فرنسيون اكتشاف فصيلة دم جديدة كليًا، أُطلق عليها اسم "غوادا سالب" (Guada Sal)"، لتصبح بذلك الفصيلة الثامنة والأربعين المعترف بها عالميًا.
اكتشاف فصيلة دم جديدة
وقد أكدت الجمعية الدولية لنقل الدم (ISBT) رسميًا هذا الاكتشاف خلال مؤتمرها الأخير في مدينة ميلانو الإيطالية، مشيرة إلى أن هذا التطور سيفتح آفاقًا جديدة أمام المرضى الذين يعانون من فصائل دم نادرة يصعب التوافق معها في عمليات النقل.
اكتشاف بالصدفة بعد 15 عامًا من الانتظار
بدأت القصة قبل نحو 15 عامًا، عندما خضعت امرأة لفحوصات دم روتينية قبل عملية جراحية، حيث لاحظ الباحثون وجود جسم مضاد غير مألوف في دمها، وهذا الاكتشاف أثار اهتمام فريق مؤسسة الدم الفرنسية (EFS)، لكنه لم يُستكمل في حينه بسبب نقص الموارد.
ومع التقدم التقني في تحليل الحمض النووي عالي الإنتاجية، تمكن الباحثون عام 2019 من العودة للحالة وتحليل الطفرة الجينية الغامضة التي تميز فصيلة الدم النادرة.
قريبًا.. إطلاق أول نظام تلفريك عند الأهرامات لربط المتحف الكبير بهضبة الجيزة
المرأة الوحيدة في العالم التي تحمل الفصيلة
بحسب الباحث الرئيسي في الدراسة، تييري بيرارد، فإن هذه المرأة تُعد الحالة الوحيدة المعروفة عالميًا التي تحمل هذه الفصيلة الجديدة.
وأوضح أن سبب هذه الفصيلة النادرة يعود إلى وراثة جين متحوّر من كلا والديها، ما جعلها الشخص الوحيد المتوافق مع دمها حتى الآن.
وقال بيرارد: "إنها بلا شك الشخص الوحيد في العالم الذي يتوافق مع نفسه فقط، وهي سابقة طبية نادرة للغاية".
قريبًا.. إطلاق أول نظام تلفريك عند الأهرامات لربط المتحف الكبير بهضبة الجيزة
أمل جديد للمرضى أصحاب الفصائل النادرة
يُعد هذا الاكتشاف قفزة علمية، خصوصًا في مجال نقل الدم وزراعة الأعضاء، حيث يعاني العديد من المرضى من صعوبة إيجاد متبرعين متوافقين بسبب فصائل دمهم النادرة. وقد يؤدي فهم التركيبة الجينية لفصيلة "غوادا سالب" إلى تطوير تقنيات أفضل في تطابق الدم مستقبلاً.
تسارع الاكتشافات بفضل الحمض النووي
منذ اكتشاف نظام فصائل الدم ABO في أوائل القرن العشرين، ظلّ العالم يعتمد على 47 نظامًا رئيسيًا لفصائل الدم، إلا أن تكنولوجيا تسلسل الحمض النووي ساهمت مؤخرًا في تسريع وتيرة اكتشاف أنواع جديدة، مثل "غوادا سالب".
ويأمل فريق البحث في أن يساهم هذا الكشف العلمي في العثور على أشخاص آخرين يحملون نفس الفصيلة، ما سيُسهم في تعزيز فهمنا لأنظمة الدم النادرة وتوفير دعم طبي أكبر للمصابين بها.