"بطل الجيارة".. بلال سائق يُنقذ المئات من كارثة بمصر القديمة

في مشهد بطولي أعاد إلى الأذهان واقعة السائق خالد محمد شوقي عبدالعال، بطل حريق العاشر من رمضان، ظهر بطل جديد في قلب القاهرة، تحديدًا بمنطقة الجيارة في حي مصر القديمة، بعدما قرر أن يخاطر بحياته لينقذ الآخرين من كارثة محققة.
"بطل الجيارة" بلال يُنقذ المئات من كارثة بمصر القديمة
تفاصيل القصة بدأت حينما تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بلاغًا عاجلًا باندلاع حريق في سيارة نقل محملة بالجاز كانت تمر في أحد الشوارع الحيوية المزدحمة بمنطقة الجيارة، ومع تصاعد النيران وسرعة اشتعال الوقود، لم يكن أمام السائق سوى خيار واحد: المجازفة بكل شيء.
بلال جازف بحياته لإنقاذ المواطنين
ورغم أن النيران بدأت تقترب من كابينة القيادة، أصر السائق ـ الذي لم يُعلن اسمه حتى الآن ـ على محاولة إبعاد السيارة عن المنطقة السكنية المكتظة بالمارة والمحال التجارية.
فقد وعيه من شدة الاختناق
وبحسب شهود عيان، قاد السائق السيارة لمسافة تتجاوز الـ100 متر رغم تصاعد الأدخنة الكثيفة حوله، قبل أن يفقد وعيه من شدة الاختناق، ويسقط بجوار السيارة بعد أن توقف بها في منطقة أكثر أمانًا.
السيطرة على الحريق ومنع امتداده
وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى المباني المجاورة، فيما جرى نقل السائق إلى المستشفى، حيث يخضع للعلاج من آثار الاختناق، وتبين لاحقًا أنه تعرض لحروق بسيطة واستنشاق دخان كثيف، لكن حالته مستقرة.
وأشاد الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتصرف السائق، واعتبروه "بطل الجيارة" لما أبداه من شجاعة وإنكار للذات، مؤكدين أنه أنقذ عشرات الأرواح من كارثة كادت تتحول إلى مأساة.
تكريم السائق على خالد بطل العاشر من رمضان
وطالب المواطنون بتكريم السائق على غرار تكريم سائق العاشر من رمضان، تقديرًا لموقفه الإنساني والبطولي، مؤكدين أن مثل هؤلاء الأبطال يستحقون أن يُحتفى بهم إعلاميًا ومجتمعيًا.
خالد بطل العاشر
وكان توفي خالد محمد شوقي عبدالعال، سائق شاحنة الوقود الذي سجّل اسمه في سجل الشرف الوطني، بعد أن توفي متأثرًا بإصاباته إثر اندلاع حريق مروع مطلع يونيو الجاري أمام محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية.
الواقعة لم تكن عادية، ولا بطولته كانت عابرة، حين اندلعت النيران في شاحنة محمّلة بمواد بترولية قابلة للانفجار داخل محطة وقود ملاصقة لمنطقة سكنية، لم ينتظر خالد أو يهرب كما فعل كثيرون، بل قرر أن يواجه الخطر وحده.
قاد السيارة وهي مشتعلة، محاولًا إبعادها عن المكان المكتظ بالسكان، لينقذ أرواحًا لا تحصى من موت مؤكد وانفجار مدمر كان يمكن أن يحوّل المنطقة إلى رماد.
وفي اللحظة التي ظن الجميع فيها أن الكارثة ستقع، نجح خالد في قيادة الشاحنة بعيدًا لمسافة كافية، فتحمّل وحده انفجارها، واستشهد متأثرًا بإصابات بالغة.