نزول القرآن في رمضان: كيف بدأ الوحي وسبب تميز الشهر الفضيل

شهر رمضان ليس مجرد موسم للعبادة والصيام فحسب، بل هو الشهر الذي شرفه الله تعالى بنزول القرآن الكريم، كما جاء في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].

وفي بيانٍ صادرعن دار الإفتاء المصرية، أوضح الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام – مفتي الجمهورية السابق– معنى نزول القرآن الكريم في شهر رمضان وكيف كان هذا الحدث العظيم سببًا في تميّز الشهر الفضيل.

كيف نزل القرآن الكريم؟

وفقًا لما أشار إليه الدكتور شوقى إبراهيم ، فإن نزول القرآن الكريم تم على مرحلتين:

1. المرحلة الأولى: أنزله الله تعالى جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا خلال ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي وصفها الله بقوله:
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1].

2. المرحلة الثانية: نزل الوحي على النبي محمد ﷺ مفرّقًا على مدى أكثر من عشرين عامًا عبر جبريل عليه السلام، متى ما حدثت أسباب النزول من وقائع وأحداث.

واستشهد المفتي بحديث النبي ﷺ الذي رواه النسائي والحاكم، حيث قال:
"أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْزِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً".

معنى "هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان"

بيّن الدكتور شوقي علام أن القرآن الكريم أنزله الله تعالى هدايةً للناس بما يحتويه من إعجاز وإرشاد، فهو يضيء طريق الحق، ويُبيّن الأحكام، ويفصل بين الحق والباطل.

وأكد أن هذه الهداية لا تقتصر على أهل الإسلام فقط، بل هي رسالة عالمية لكل البشر، حيث يقدم القرآن أدلة واضحة لمن أراد التمييز بين الخير والشر، كما جاء في قوله تعالى:
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) [الإسراء: 106].

لماذا اختص رمضان بنزول القرآن؟

أوضح فضيلة المفتي أن نزول القرآن في رمضان كان سببًا رئيسيًا في تعظيم مكانة الشهر الفضيل وفرض الصيام على المسلمين، ليكون موسمًا للتدبر والتقرب إلى الله من خلال قراءة القرآن وتلاوته.

وأشار إلى أن العلماء أجمعوا على أن القرآن نزل في ليلة القدر جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفرّقًا على رسول الله ﷺ على مدى سنوات الدعوة، وهو الرأي الراجح الذي أيّده الحافظ ابن حجر والإمام الزركشي وغيرهم.

أكد الدكتور شوقي علام أن نزول القرآن الكريم في شهر رمضان هو حدث عظيم بدأ من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم تتابع نزوله على النبي ﷺ مفرّقًا وفقًا للأحداث، وأن هذا التنزيل جاء هدايةً للناس، وتبيانًا للحق، وفرقانًا بين الصواب والخطأ.