إبراهيم مصطفى: الصين تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية بنموذج تنموي فريد

قال الدكتور إبراهيم مصطفى، الخبير الاقتصادي، إن الصين أصبحت تمتلك اليوم نموذجًا تنمويًا واستكماليًا فريدًا. فبعد أن كانت منغلقة على نفسها بشكل كبير، شهدت تحولًا اقتصاديًا جذريًا تمثل في تحرير النشاط الاقتصادي، والتركيز على دعم الاستثمار المحلي والأجنبي داخل حدودها، ثم التوسع لاحقًا في الاستثمار الخارجي.
التوسع الصيني في الخارج
وأشار إبراهيم مصطفى ، في تصريحات خاصة لنيوز رووم ، إلى أن الصين بدأت في التوجه نحو الخارج من خلال الاستحواذ على شركات كبرى في أوروبا، بالإضافة إلى التوسع الاستثماري في مناطقها الإقليمية القريبة، ثم التوجه نحو أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا باعتبارها وجهات واعدة وبديلة.
دوافع التوسع في الشرق الأوسط وإفريقيا
وأكد الخبير الاقتصادي أن التوسع الصيني في هذه المناطق يأتي في ظل التحديات التي تواجهها الصين على مستوى النظام التجاري العالمي، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على البضائع الصينية، وقال إن الصين لم تجد بديلًا سوى التوجه نحو أسواق أخرى بديلة للإنتاج والاستثمار، للحفاظ على حصصها في الأسواق العالمية، وهو ما يجعل من الشرق الأوسط وإفريقيا خيارًا استراتيجيًا.
مزايا الاستثمار في مصر والأسواق المجاورة
وأوضح الدكتور إبراهيم مصطفى أن مصر تمتلك ميزات تنافسية تجعلها جاذبة للاستثمارات الصينية، أبرزها القرب الجغرافي، وسوقها الاستهلاكي الكبير، وانخفاض تكاليف الإنتاج مقارنة بدول أخرى. وأضاف أن الاتفاقات التجارية التي تتمتع بها مصر مع أوروبا وأمريكا وإفريقيا والمنطقة العربية، تمنحها ميزة تصديرية قوية تجعلها مركزًا استثماريًا مثاليًا.
حجم الاستثمارات الصينية في المنطقة
وأشار مصطفى إلى أن الاستثمارات الصينية في الشرق الأوسط وإفريقيا تجاوزت 10 مليارات دولار، وقد تصل إلى أكثر من 20 مليار دولار تراكمية خلال السنوات الماضية، ما يعكس حجم الاهتمام الصيني المتزايد بهذه الأسواق.
مصر وأفريقيا ضمن أولويات الصين الاستثمارية
وقال الخبير الاقتصادي إن الصين تركز على مصر كأحد أهم وجهات استثماراتها الخارجية، إلى جانب دول مثل سلطنة عمان، وفي إفريقيا تستهدف الصين مشروعات البنية التحتية في دول مثل إثيوبيا وغيرها. وتقوم الصين بنقل خبراتها ومعداتها وعمالها إلى هذه المشروعات، وتستفيد من حق إدارتها لفترات طويلة، ما يمنحها قدرة أكبر على المناورة والتأثير داخل السوق الإفريقي.
الصين كنموذج للاستثمار الدولي
واختتم الدكتور إبراهيم مصطفى حديثه بالتأكيد على أن الصين تمثل نموذجًا ناجحًا في الاستثمار الدولي، وينبغي على الدول الأخرى أن تسعى لاستقطاب الاستثمارات الصينية، والاستفادة من خبراتها وقدراتها التمويلية والتنفيذية في مجالات التنمية والبنية التحتية.