عاجل

حملة تنمر تنهي حياة مؤثرة أمريكية أنقذت آلاف الحيوانات

 ميكايلا راينز
ميكايلا راينز

في حادثة مأساوية أثارت موجة من الغضب والحزن على نطاق عالمي، توفيت الناشطة البيئية ومؤسسة مبادرة Save A Fox، ميكايلا راينز، عن عمر يناهز 29 عامًا، بعد أن أقدمت على الانتحار نتيجة ما وصفه زوجها بـ"سنوات من التنمر الإلكتروني والضغوط النفسية المتراكمة".

مؤثرة أمريكية تفارق الحياة بعد حملة تنمر إلكترونية 

أعلن زوجها، إيثان راينز، في مقطع فيديو مؤثر نُشر عبر قناة "Save A Fox" على يوتيوب، أن ميكايلا تعرضت لحملة تنمر ممنهجة عبر الإنترنت استمرت لسنوات، وشاركت فيها شخصيات عامة ونشطاء من الوسط البيئي، بل وحتى بعض الأصدقاء المقربين.

وقال إيثان: "واجهت ميكايلا موجة قاسية من الاتهامات والكلمات الجارحة، لم تأتِ فقط من الغرباء، بل من أناس كانت تعتبرهم عائلتها المهنية. كانت حساسة جدًا، وتحمّلت الكثير بصمت، لكنها هذه المرة لم تستطع المواصلة".

من مراهقة شغوفة بالطبيعة إلى أيقونة في مجال إنقاذ الثعالب

ولدت ميكايلا في ولاية مينيسوتا، وأظهرت منذ صغرها شغفًا استثنائيًا بالحيوانات، وبدأت مسيرتها الإنسانية في عمر 15 عامًا، عبر التطوع في برامج إعادة تأهيل الحياة البرية، وفي عام 2016، أسست مبادرة Save A Fox لإنقاذ الثعالب من مزارع الفرو والممارسات القاسية.

حصدت مؤسستها شهرة واسعة على الإنترنت، حيث يتابعها أكثر من 2.4 مليون مشترك على يوتيوب ونصف مليون عبر إنستجرام، مما جعلها واحدة من أبرز الأصوات في مجال إنقاذ الحيوانات في الولايات المتحدة.

معركة نفسية في الظل

كشف زوجها أن ميكايلا كانت تعاني من تحديات نفسية شديدة، شملت الاكتئاب، واضطراب الشخصية الحدية، والتوحد. وبرغم معاناتها، استمرت في العمل الميداني اليومي في إنقاذ الحيوانات، حيث كانت تقضي معظم وقتها في تقديم الرعاية المباشرة للثعالب وغيرها من الحيوانات المصابة أو المهملة.

وقال إيثان: "ميكايلا لم تكن تبحث عن الأضواء أو المال. كانت تُنقذ الأرواح كل يوم، حتى في أسوأ لحظاتها. وجودها على طيف التوحد جعلها أكثر تركيزًا وتفانيًا في مهامها، لكنه أيضًا جعلها عرضة للألم من أقل الكلمات".

المجتمع البيئي ينعى ميكايلا

أثارت وفاة ميكايلا تفاعلًا واسعًا داخل مجتمع حماية الحيوانات، حيث نشرت شخصيات ومبادرات مشهورة منشورات نعي مؤثرة.

 كتب حساب Juniper the Fox: "كثير من الثعالب التي نرعاها اليوم وصلت إلينا بفضل جهود ميكايلا، ولقد أنارت الطريق أمامنا جميعًا".

من جهتها، قالت الناشطة "كينكاتوبيا": "ميكايلا كانت ملهمتي منذ أكثر من عشر سنوات. أتمنى أن يدفع رحيلها الجميع لإعادة التفكير في العنف الإلكتروني وأثره القاتل على الأرواح الهشة".

بعد كوفيد-19.. الصين تكتشف فيروسات جديدة بالخفافيش قد تؤدي لجائحة قاتلة

الدعوة إلى مواجهة التنمر الإلكتروني داخل الأوساط التطوعية

أعاد هذا الحادث المؤلم تسليط الضوء على تأثير التنمر الرقمي، حتى داخل المجتمعات التي يُفترض بها أن تكون داعمة وتشاركية. 

وأشارت أصوات داخل المجتمع البيئي إلى ضرورة فتح حوار حقيقي حول أخلاقيات العمل التطوعي، وضبط الخطاب داخل هذه الدوائر الحساسة.

كلمات وداع موجعة من الزوج

 اختتم إيثان الفيديو بكلمات مؤثرة قال فيها: "كانت ميكايلا أنقى إنسانة عرفتها في حياتي. كل ما أرادته هو منح حياة أفضل للحيوانات. غيابها ترك فجوة لا يمكن ملؤها".

تترك ميكايلا وراءها زوجًا محطمًا، وابنة صغيرة تُدعى فريا، وآلاف الرسائل من المحبين الذين شهدوا كيف فتحت الأقفاص لا لتحرر الثعالب فقط، بل لتعطيها فرصة ثانية للحياة.

التنمر الإلكتروني يقتل بصمت

تُعد وفاة ميكايلا راينز تذكيرًا مؤلمًا بأن الكلمات قد تقتل، وأن الضغوط الرقمية، حتى في بيئات يُفترض بها أن تكون إنسانية، يمكن أن تساهم في مآسي إنسانية لا تُحتمل. في وقتٍ يستمر فيه الحديث عن أهمية الصحة النفسية، تبقى قصتها صرخةً تطالب العالم بالاستماع، قبل أن يفقد المزيد من الأرواح الثمينة بصمت.

تم نسخ الرابط