عاجل

بعد كوفيد-19.. الصين تكتشف فيروسات جديدة بالخفافيش قد تؤدي لجائحة قاتلة

خفاش
خفاش

في تطور يثير القلق العالمي، أعلن علماء في الصين عن اكتشاف 20 فيروسًا جديدًا، من بينها فيروسان ينتميان إلى عائلة هينيبا المرتبطة بسلالات فيروس نيباه وهيندرا القاتلتين، وتأتي هذه النتائج بعد دراسة موسعة أجريت على خفافيش في مقاطعة يونان، ما أعاد إلى الأذهان تحذيرات سابقة من تهديدات فيروسات ناشئة قد تؤدي إلى جائحة جديدة.

تفاصيل الدراسة: تحليل جيني شامل لـ 142 خفاشًا 

شارك فريق علمي مشترك من جامعات صينية وعدد من المؤسسات البحثية الدولية في دراسة أجريت بين عامي 2017 و2020، حيث جُمعت عينات من الكلى لـ142 خفاشًا ينتمون إلى عشرة أنواع مختلفة في خمس مناطق من مقاطعة يونان.

وأظهرت النتائج وجود معلومات وراثية لـ22 فيروسًا، بينها 20 فيروسًا لم تُسجل من قبل، ومن بين هذه الفيروسات، تم تحديد اثنين من فيروسات هينيبا، ما يمثل إنذارًا بوجود خطر حقيقي على الصحة العامة.

ما هي فيروسات هينيبا؟ ولماذا تعتبر شديدة الخطورة؟

تُعد فيروسات هينيبا من الفيروسات الحيوانية المنشأ التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر، وتسبب أمراضًا مميتة في الجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي.

أشهر هذه الفيروسات هما نيباه وهيندرا، واللذان ظهرا في ماليزيا وبنغلاديش وأستراليا في السنوات السابقة، وسُجلت لهما معدلات وفيات تتراوح بين 40% و75%. 

وتشير الدراسة إلى أن أحد الفيروسات الجديدة، الذي أطلق عليه اسم "Yana Bat Henipa 1"، يتشابه وراثيًا مع نيباه وهيندرا بنسبة تصل إلى 71% في تركيبة البروتينات الرئيسية.

طرق انتقال الفيروس واحتمالية وصوله إلى البشر

وفقًا للعلماء، تم اكتشاف الفيروس في كلى الخفافيش، مما يرجح احتمالية وجوده أيضًا في بولها. ويُحتمل أن يصل هذا البول إلى ثمار الأشجار في المناطق الريفية أو مصادر المياه، ما يُهيئ الطريق لانتقال الفيروس إلى البشر أو الحيوانات الأخرى.

ويشبه هذا السيناريو حالات سابقة مثل تفشي فيروس نيباه في بنغلاديش، الذي انتقل إلى البشر عبر عصارة فاكهة ملوثة ببول الخفافيش.

الموقع الجغرافي يزيد من احتمالية الخطورة

تقع مقاطعة يونان الصينية بالقرب من ماليزيا، حيث تم تسجيل أول ظهور لفيروس نيباه في التسعينيات، وهذا القرب الجغرافي، إلى جانب تشابه الفيروسات المكتشفة مع سلالات سابقة قاتلة، يدفع خبراء الصحة إلى التحذير من تكرار سيناريو مشابه لجائحة كوفيد-19.

وحذرت الدكتورة أليسون بيل، عالمة بيئة الأمراض، من أنه على الرغم من أن بعض أنواع فيروسات هينيبا قد لا تكون ضارة، فإن هناك حاجة لإجراء اختبارات مخبرية عاجلة لتحديد قدرتها على إصابة البشر.

اكتشافات إضافية تزيد من تعقيد المشهد الفيروسي

لم يقتصر الاكتشاف على الفيروسات فقط، بل رصد العلماء أيضًا طفيليًا جديدًا يُدعى Klossiella yunnanensis، إلى جانب نوعين غير معروفين سابقًا من البكتيريا ينتميان إلى جنس Flavobacterium.

 ويعزز هذا الاكتشاف من أهمية دراسة الخفافيش كمستودعات فيروسات وطفيليات قد تكون مسؤولة عن أوبئة مستقبلية.

رسالة تحذيرية للبشرية

يُشير الباحثون إلى أن النشاط البشري المتزايد في مواطن الحياة البرية – مثل الزراعة غير المنظمة أو الصيد الجائر – يزيد من احتمالات انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر.

ووفقًا للدكتور فينود بالاسوبرامانيام، عالم الفيروسات، فإن اختلاط البشر بالخفافيش أو تناول منتجات ملوثة قد يؤدي إلى تفشي فيروسات جديدة، لا تقل خطورة عن كوفيد-19، إن لم تكن أكثر فتكًا.

هل نحن أمام جائحة جديدة؟

بينما لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على انتقال الفيروسات المكتشفة حديثًا إلى البشر، يرى الخبراء أن الوقاية الاستباقية ورصد التهديدات المحتملة هو أمر بالغ الأهمية، خصوصًا في ضوء التجربة القاسية مع جائحة كورونا.

تم نسخ الرابط