وسط جدل استخباراتي.. صور الأقمار الصناعية تظهر الأضرار اللاحقة بمنشأت إيران

أثار تقرير أولي استخباراتي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جدل واسع، مشيراً بأن الضربات الجوية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية فوردو، نطنز، وأصفهان لم تُدمر العناصر الأساسية للبرنامج بل أرجأته فقط بضعة أشهر، كما أظهرت صور أقمار صناعية جديدة حجم الأضرار الحقيقية.

صور الأقمار الصناعية تكشف تفاصيل الأضرار
نشرت شركة ماكسار تكنولوجي صورًا التقطتها الأقمار الصناعية تُظهر تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الثلاثة:
فوردو: تظهر الصور حفرًا على طول الطرق المؤدية إلى مداخل الأنفاق في منشأة تخصيب الوقود.
نطنز: تُظهر الصور حفر الغارات فوق قاعات الطرد المركزي تحت الأرض، حيث بدا أن الحفر مغطاة بالتراب بعد الضربات.
أصفهان: كشفت الصور عن أضرار في مداخل الأنفاق نتيجة الغارات الجوية التي وقعت في 22 يونيو.

هذه الصور تؤكد أن الهجمات خلفت أضرارًا ملموسة، لكن مدى تأثيرها الكامل على البرنامج النووي الإيراني لا يزال موضوع تقييم مستمر.
خلاف داخل الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت مع وكالة "رويترز"، فإن التقييم الأولي لوكالة مخابرات الدفاع خلص إلى أن الهجمات أخرت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، وهو ما أثار خلافًا حادًا داخل المؤسسات الأميركية، حيث يتعارض هذا التقييم مع التصريحات الرسمية للرئيس دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث.
ترامب أكد مرارًا أن الضربات "دمرت المواقع النووية بشكل كامل"، بينما وصف هيجسيث الهجمات بأنها قضت على طموحات إيران النووية. بالمقابل، يشير التقييم الاستخباراتي إلى أن مخزونات اليورانيوم المخصب لم تتضرر بشكل كبير وأن أجهزة الطرد المركزي بقيت إلى حد كبير سليمة.

مهمة صعبة لتقييم الأضرار الحقيقية
ويُعد تقييم الأضرار في المنشآت النووية الإيرانية مهمة معقدة، إذ تتداخل عدة وكالات استخباراتية أمريكية في جمع وتحليل المعلومات، ولا يزال هناك غموض حول مدى الأثر الحقيقي للضربات على البرنامج النووي الإيراني.
وفقًا لمسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته، "الولايات المتحدة لا تعرف حتى الآن حجم الضرر الكامل الذي لحق بالمواقع".
ويضيف مصدر آخر أن البرنامج النووي الإيراني قد تأخر فعليًا لمدة شهر أو شهرين فقط، ما يطرح علامات استفهام حول فاعلية الهجوم العسكري في القضاء على القدرات النووية لطهران.