العقارات الآيلة للسقوط بالقاهرة.. خطر يهدد الأرواح بعد تكرار حوادث هبوط الأرض

في مشهد بات يتكرر بصورة مقلقة في عدد من أحياء القاهرة، أخلت الأجهزة المعنية مؤخرًا عقارين بمنطقة حلوان بعد تعرضهما لهبوط أرضي خطير أدى إلى ظهور شروخ وتصدعات تهدد سلامة السكان والمارة الواقعة، التي حدثت تحديدًا بشارعي عطفة رزق وعطفة زاهر المتفرعين من شارع الشراقوة، سلطت الضوء مجددًا على أزمة المباني القديمة والمتهالكة التي تحتاج إلى تنكيس فوري أو تدخل هندسي عاجل.
تفاصيل الواقعة
بحسب المعاينة الهندسية المبدئية، تبين أن الهبوط الأرضي أسفل العقارين تسبب في تصدعات واضحة بالحوائط، ما استدعى إخلاء السكان احترازيًا، حيث يضم العقار الأول ثلاث أسر، ويتكون من طابق أرضي وطابقين علويين، أما العقار الثاني فمكون من طابق أرضي ودور علوي واحد ويقطنه أسرتان فقط.
تم نقل السكان إلى أماكن إقامة مؤقتة لدى ذويهم دون المنقولات لحين صدور تقرير اللجنة الهندسية، وجرى تركيب حوائط حاملة وأسقف خشبية لتفادي تفاقم الوضع. كما تم التنبيه على رئيس حي حلوان لاتخاذ الإجراءات الهندسية اللازمة، مثل الصلبات والتحفظات، لتأمين سلامة العقارات المجاورة والمارة بالمنطقة.
أسباب تكرار حوادث الانهيار والهبوط الأرضي
يرى خبراء أن تكرار هذه الحوادث يرجع إلى عدة عوامل متشابكة، أبرزها تهالك البنية التحتية لأن الكثير من مناطق القاهرة القديمة تعاني من شبكات صرف ومياه متهالكة تتسبب في تسربات تؤدي إلى تفريغ التربة أسفل المباني، ما ينتج عنه هبوط أرضي مفاجئ.
وغياب أعمال الصيانة الدورية العقارات القديمة لا تخضع لصيانة هندسية منتظمة، خاصة في ظل غياب اتحاد الملاك أو ضعف الوعي بضرورة الفحص الإنشائي.
البناء بدون ترخيص أو الإشراف الهندسي عدد من المباني القائمة حاليًا تم إنشاؤها بشكل مخالف أو دون دراسة للتربة، وهو ما يؤدي إلى انهيارات مفاجئة بعد فترة من الاستخدام.
العشوائيات والامتدادات العمرانية غير المخططة: توسعت القاهرة بشكل عشوائي في مناطق لم تُعد للبناء من الأساس، ما جعل العديد من العقارات غير آمنة إنشائيًا.
مطالبات بالتحرك العاجل
تزايد هذه الحوادث يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية، وعلى رأسها محافظة القاهرة ووزارة الإسكان، لوضع خطة لتحديث قاعدة بيانات العقارات الآيلة للسقوط، وتكثيف أعمال المعاينات الدورية، وتوفير بدائل آمنة للسكان، خاصة في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية مثل حلوان، مصر القديمة، الجمالية، والسيدة زينب.
حادث عطفة رزق وعطفة زاهر ليس الأول، وربما لن يكون الأخير، ما لم يتم التعامل مع الملف بجدية تليق بحجم الكارثة المحتملة. إن إنقاذ الأرواح لا يتحقق فقط بعد الانهيار، بل يبدأ من رصد العقارات الخطرة قبل أن تتحول إلى مقابر جماعية صامتة.