طموح لا يعرف اليأس.. نجلاء سيدة بـ 100 رجل تحقق أحلامها على دراجة بالخانكة

في زمن تتحدى فيه النساء الصعاب وتثبت كل يوم أن الإرادة لا تعرف جنسًا ولا حدودًا، تقف نجلاء فتحي، ابنة مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، نموذجًا حيًا للمرأة المصرية المكافحة، التي قررت أن تمسك بزمام حياتها وتسير على دراجة نارية، لا فقط لتوصيل الطلبات، بل لتوصيل رسالة أعمق: "المرأة قوية.. والطموح مش حكر على حد".
منذ الصباح الباكر وحتى ما بعد منتصف الليل، تجوب نجلاء شوارع الخانكة وقراها، تحمل في قلبها حبًا لابنتها، وفي عينيها حلمًا لا يغيب، وعلى كتفيها همومًا تغلبت عليها بالعزيمة.
تقول نجلاء لـ نيوز رووم : "الست المصرية قوية، ومفيش مستحيل قدام اللي عنده طموح.. أنا خرجت اشتغل عشان أعيش بكرامة، وأوفر لبنتي حياة تليق بيها.. مش بخجل من شغلي، بالعكس، ده تاج على راسي".
أول فتاة دليفري في القليوبية.. وأم بطعم الأبطال
نجلاء، خريجة كلية التجارة، لم تنتظر فرصة تأتيها من السماء. بعد انفصالها عن زوجها، وجدت نفسها في مواجهة صعبة مع الحياة. فقررت أن تكافح وتبدأ من جديد، فاشترت دراجة نارية، وصممت "أبلكيشن" بسيط للتواصل مع الزبائن، وبدأت تقدم خدمة التوصيل بسعر رمزي لا يتجاوز 10 جنيهات، لتكسب قلوب الناس قبل أي مكسب مادي.
تقول:
"كنت بتكسف من المضايقات في الأول، بس دلوقتي مبقتش أسمع الكلام الوحش.. بقفل وداني وافتح قلبي للشغل اللى بحبه.. وبنتي دايمًا معايا، مش بسيبها، وبحلم أشوفها دكتورة كبيرة تعالج الناس الغلابة".
كلمات مؤثرة من قلب أم
نجلاء تُكمل حديثها بنبرة مملوءة بالفخر:
"المرأة مش بس نصف المجتمع.. المرأة ممكن تكون المجتمع كله لو قررت تقوم بدورها وتواجه.. أنا بشتغل، وبدفع إيجار، وبدفع دروس وتعليم.. وبنام مطمئنة لأني مأكلتش لقمة غير بالحلال".
شهادة من الناس.. "نجلاء أجدع دليفري في مصر"
المواطنون في الخانكة يكنّون لها كل احترام، ويصفونها بـ"نموذج يُحتذى به".
يقول عم أحمد، أحد الزبائن:
"ست بـ100 راجل، مؤدبة، ملتزمة، وبتشتغل بضمير.. تستاهل كل خير".
وتضيف الحاجة أم كريم:
"ربنا يكرمها ويوفقها.. دي مثال للمرأة المصرية الجدعة اللي مبتستناش حد يطبطب عليها".
الرسالة أقوى من الرحلة
نجلاء ليست فقط أول فتاة دليفري بمحافظة القليوبية، لكنها نموذج للكرامة والكبرياء والطموح. تحدّت نظرة المجتمع، وتجاوزت نظرات السخرية، وصمدت في وجه العوائق لتقول بصوت مسموع: "مفيش حاجة اسمها عيب.. الشغل شرف.. والست لما تقرر تكمل الطريق لوحدها، تقدر تكمل وتنجح وتوصل".