في ذكرى ميلاده.. محرم فؤاد "حسن ونعيمة" الذي حمله الجمهور على الأكتاف

تحل اليوم الأربعاء 25 يونيو، ذكرى ميلاد واحد من أبرز نجوم الغناء والسينما في مصر والعالم العربي، الفنان الراحل محرم فؤاد، الذي وُلد في مثل هذا اليوم، وودع عالمنا في 27 يونيو عام 2002، بعد أن ترك بصمة فنية لا تُنسى وإرثًا خالدًا في وجدان جمهوره الذي أحبه وعاش معه أجمل اللحظات الطربية والسينمائية.

بداية محرم فؤاد الفنية

منذ سنوات طفولته الأولى، أبدى محرم فؤاد عشقًا واضحًا للفن، وهو ما بدا جليًا حينما غنى أمام الملك فاروق وهو في السابعة من عمره، ضمن فرقة مدرسته، في لحظة ظلت محفورة في ذاكرته ووجدان كل من عرفه في بداياته، هذا الشغف دفعه لاحقًا إلى الالتحاق بـ معهد الموسيقى العربية، حيث تعلّم أصول الغناء والمقامات الموسيقية، وتمرّس على العزف على آلة العود، ما أسهم في تكوين قاعدة موسيقية متينة له كمطرب وملحن.

بدأ محرم مشواره الفني من ركن الهواة في الإذاعة، الذي كان بمثابة منصة لانطلاق الكثير من النجوم، وسرعان ما لفت الأنظار بصوته الرخيم وأدائه المميز، ليبدأ بعدها في شق طريقه نحو النجومية بخطوات ثابتة.
 

 جاءت انطلاقته الحقيقية من خلال السينما، عندما تعاون مع المنتج حسن رمزي، الذي قدّمه إلى المخرج الكبير هنري بركات، ليختاره لبطولة فيلمه الشهير "حسن ونعيمة" عام 1959، وهو الفيلم الذي صنع منه نجمًا جماهيريًا بامتياز.
 

حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا، وأصبح محرم فؤاد بين ليلة وضحاها حديث الناس، لدرجة أن الجماهير حملته على الأكتاف في شوارع القاهرة وهم يهتفون باسمه "حسن.. حسن!"، في مشهد غير مسبوق، اضطرّت معه قوات الشرطة للتدخل لإنقاذه من الحشود التي تجمعت حوله بعفوية ومحبة جارفة.

بعيدًا عن الفن، كانت حياة محرم فؤاد العاطفية مثيرة للجدل، إذ عُرف بكثرة زيجاته، خاصة من نجمات الوسط الفني. كانت أولى زيجاته من الفنانة تحية كاريوكا، ولكن هذا الزواج لم يدم طويلًا بسبب خلافات بينهما، ثم تزوّج من سيدة من خارج الوسط الفني، لكن الزيجة الثانية أيضًا لم تستمر.
 

لاحقًا، ارتبط بالفنانة اللبنانية ماجدة بيضون، التي أنجب منها ابنه الوحيد طارق، لكن زواجهما انتهى بالطلاق. ثم جمعه القدر بملكة جمال الكون جورجينا رزق، التي شاركته بطولة فيلم "الملكة وأنا"، غير أن زواجهما لم يُكتب له الاستمرار.
 

وفي السبعينيات، عاش محرم فؤاد قصة زواج طويلة نسبيًا مع الفنانة عايدة رياض، حيث استمر ارتباطهما قرابة 12 عامًا، حاول خلالها إقناعها بالابتعاد عن التمثيل، إلا أنها رفضت وتمسكت بمشوارها الفني، وبعد انفصالهما، تزوج مرتين، كانت آخرهما من السيدة منى هلال، التي ظلت بجانبه حتى وفاته، ورافقت رحلته الأخيرة بكل الحب والوفاء.

رحل محرم فؤاد عن عالمنا، لكن صوته لا يزال حيًا في وجدان عشاق الطرب الأصيل، وأفلامه لا تزال تُعرض على الشاشات، تُعيد للأذهان زمنًا كان فيه الفن عنوانًا للرقي والتميز.