أمير الموسوي: إيران خرجت منتصرة من حرب إسرائيل وعززت موقفها الدولي

في تحليل سياسي هام لتداعيات المواجهة العسكرية الأخيرة، أكد أمير الموسوي، مدير مؤسسة أسفر للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية خرجت من الصراع الأخير مع الولايات المتحدة وإسرائيل منتصرة على أكثر من صعيد، سواء عبر إفشال الأهداف الاستراتيجية للهجوم، أو من خلال تحقيق التفاف إقليمي ودولي حول موقفها.
ثلاثية الهجوم تفشل أمام إيران
وأوضح أمير الموسوي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا أبو عميرة على قناة القاهرة الإخبارية، أن الهجوم العسكري الذي استهدف طهران كان يهدف إلى ضرب ثلاثة محاور رئيسية: "تقويض البرنامج النووي الإيراني، إنهاء مشروع الصواريخ الباليستية، زعزعة أو إسقاط النظام السياسي الإيراني".
لكن، بحسب أمير الموسوي، لم يتحقق أيٌّ من هذه الأهداف. فقد أظهرت إيران تماسكًا سياسيًا وشعبيًا كبيرًا، تجلى في خروج مظاهرات التأييد للقيادة، والتفاف المواطنين حول النظام الحاكم، وهو ما يعكس قوة الداخل الإيراني رغم التحديات الخارجية.
البرنامج النووي والصاروخي
وأكد أمير الموسوي أن البرنامج النووي الإيراني لم يتعرض للدمار كما كان مُخططًا، بل إن المنشآت النووية أصبحت خارج نطاق المراقبة الدولية، بعد أن انسحب المفتشون من مواقعهم، ما اعتبره مكسبًا استراتيجيًا لطهران في ظل التصعيد.
أما فيما يخص القدرات الصاروخية الإيرانية، فقد أشار أمير الموسوي إلى أن هذه الأزمة أثبتت أن الترسانة الإيرانية باتت متقدمة وفعالة، خاصة بعد فشل ست منظومات دفاعية أمريكية وإسرائيلية في اعتراض صواريخ طهران، مضيفًا أن الرد الإيراني على قاعدة العديد في قطر كان بمثابة رسالة ردع قوية، نفذ بدقة، دون استهداف مدنيين، ما يعكس بحسب تعبيره "مسؤولية سياسية محسوبة".
استقرار رغم الضغوط
ورداً على ما تردد عن استهداف إسرائيل لبعض السجون والمعسكرات لخلق اضطرابات داخلية، قال أمير الموسوي إن السجناء الإيرانيين أنفسهم رفضوا الانصياع لتلك الدعوات الخارجية، وأعلنوا تمسكهم بالقانون والنظام القضائي الوطني، وهو ما يُحسب للنظام في طهران.

وفي ختام حديثه، شدد أمير الموسوي على أن ما جرى لم يكن مجرد مواجهة عسكرية، بل محاولة شاملة لإعادة تشكيل التوازن الإقليمي، إلا أن إيران أثبتت أنها قوة لا يمكن تجاوزها، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرًا في التعامل الدولي مع الملف الإيراني، في ظل ما وصفه بـ"الانتصار الرمزي والمعنوي" لطهران.