عاجل

زلابيانو.. صعيدي جاء من بني سويف ليصنع النجاح على عجلتين في شوارع بنها

اسامة زلابيانو
اسامة زلابيانو

من قلب صعيد مصر، وبالتحديد من محافظة بني سويف، جاء "أسامة محمد"، شاب في الثلاثين من عمره، حاملاً خبرة سنوات قضاها في محال الحلويات، وطموحًا لا يعرف المستحيل. ترك مسقط رأسه، وقرر أن يشق طريقه من جديد في مدينة بنها، عاصمة محافظة القليوبية، ساعيًا خلف حلم بسيط لكنه عظيم في معناه: "تربية أبنائه وتعليمهم حتى يصبح أحدهم طبيبًا".

لم يأتِ أسامة إلى بنها باحثًا عن عمل تقليدي، بل جاء وهو يحمل في قلبه وصفات التراث الصعيدي وأسرار الزلابية التي تعلمها في محلات الحلويات ببلدته، ليبدأ رحلته على دراجة بسيطة في أحد شوارع المدينة هناك، قرر أن يمزج النكهة الصعيدية الأصيلة بثقافة المجتمع البنهاوي، فكانت النتيجة "زلابية بطعم مختلف"، جعلت منه وجهة ثابتة لعشاق الحلوى.

"بدأت على قد حالي، بعربية زلابية صغيرة، لكن كنت حريص أعملها بطريقتي الخاصة، أستخدم عسل نحل طبيعي، وأقدمها ساخنة بنكهات زي الشوكولاتة، الكراميل، جوز الهند، وحتى صوص المانجو.. وده خلى ناس كتير تيجي مخصوص علشان يدوّقوها"، هكذا قال أسامة بفخر عن مشروعه الذي تحول إلى علامة شهيرة في بنها.

ولم تقتصر شهرة أسامة على المارة فقط، بل أصبح زبائنه يأتون من مناطق بعيدة، ويتداولون صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بات يُعرف بين الناس بلقب "زلابيانو".

آراء المواطنين:

قالت إحدى السيدات من زبائنه: "الزلابية بتاعته مميزة فعلًا، خفيفة ومقرمشة ومالهاش ريحة زيت خالص، وبيستخدم عسل نحل نقي، وده مش متوفر في كل مكان"، فيما قال شاب آخر:"أسامة مش بس بيبيع حلوى، ده بيقدم تجربة كاملة.. النظافة، والطعم، والتعامل الراقي.. علشان كده بنرجعله تاني".

وفي حديثه عن الحلويات الشرقية، قال أسامة: "أنا اشتغلت في كل أنواع الحلويات، من الكنافة والبسبوسة لحد الجلاش وبلح الشام، لكن الزلابية ليها مكانة خاصة.. لأنها مرتبطة بالفرحة، رمضان، الموالد، واللمة. الزلابية أصلها قديم جدًا، ويقال إنها ظهرت في العصور الإسلامية الأولى، وانتشرت في مصر والشام، وبيختلف اسمها من بلد للتانية.. في ناس بتسميها لقمة القاضي، أو العوامة، أو اللقيمات".

وعن أنواع الزلابية التي يصنعها، قال: "أنا بحب أقدم الزلابية بشكل جديد، مش بس التقليدية بالعسل، لكن كمان بنكهات غربية زي النوتيلا، الفستق، الكراميل المملح، وحتى الزلابية المحشية. بحاول أطور فيها، بس من غير ما أفقد طعمها الأصلي اللي كلنا اتربينا عليه".

ولم ينسَ "زلابيانو" فضل عائلته، حيث قال: "لو مش أمي وأبوي، مكنتش وصلت لحاجة. هم اللي ربوني على التعب، وقالولي اللي يشتغل مش هيضيع. فكل نجاح ليا هو من تعبهم ودعائهم ليا".

وعن علاقته ببنها، قال بأسى ممزوج بالفخر: "بفتخر إني من بني سويف، بلدي اللي علمتني الأصول، لكن كمان بعتز ببنها وأهلها، وقفوا جنبي، شجعوني، ومع الوقت بقيت حاسس إنهم عيلتي التانية".

أسامة محمد، ابن بني سويف، وزلابيانو بنها، نموذج حقيقي لكيف يصنع الإنسان من الحلوى قصة كفاح حلوة المذاق، تثبت أن الطموح لا يحتاج أكثر من قلب شجاع ويد تعمل بصدق.

تم نسخ الرابط