عاجل

حسام بدراوي: المجتمع الإسرائيلي تشكل هويته على أرض الاحتلال عبر الإعلام

الدكتور حسام بدراوي
الدكتور حسام بدراوي

قال الدكتور حسام بدراوي، المفكر السياسي، إن المجتمع الإسرائيلي لم يعد مجرد مجموعة من مهاجرين مؤقتين أو جيل الاحتلال الأول، بل أصبح يضم أجيالًا وُلدت ونشأت داخل إسرائيل، وتشكلت هويتها عبر منظومات إعلامية وثقافية تُرسّخ في أذهانهم أن هذه الأرض هي "أرضهم" كما وصفها.

وأشار بدراوي، خلال حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، إلى أن الإعلام يغذي الانطباعات التي تحولت إلى "حقائق لا تحتاج إلى برهان" بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي، ما يعقد النقاش حول شرعية الاحتلال من منظورهم.

وأضاف أن الصورة السائدة في الغرب تقدم إسرائيل على أنها "دولة تدافع عن نفسها"، متجاهلين حقيقة كونها القوة النووية الوحيدة في المنطقة، والتي ترفض بشدة أي عمليات تفتيش دولية على منشآتها النووية.

ووصف بدراوي هذا الواقع بـ"عصر القوة"، حيث تتيح ازدواجية المعايير لإسرائيل امتلاك ترسانة نووية بينما تحظر على دول أخرى مجرد التفكير في ذلك. وأكد أن التعامل مع هذا الواقع لا يمكن أن يكون بمنطق الفعل ورد الفعل، لما يترتب على ذلك من خسائر مؤكدة خاصة للدول النامية.

وأشار إلى أن مصر، رغم امتلاكها جيشًا قويًا ومحترفًا، فإن اعتمادها على التسليح الأمريكي يفرض عليها قيودًا ضمنية في استخدام هذا السلاح، مما يعقد أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل. وأوضح أن التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الأمريكي والإسرائيلي يجعل المواجهة المباشرة معقدة وخطيرة.

وشبّه بدراوي العلاقة العسكرية والتقنية بين الدول باستخدام الهواتف الذكية، حيث تمتلك الشركات المصنعة القدرة على التدخل والتحديث وحتى التجسس على المستخدم، مؤكدًا أن التفاوت في الإمكانات بين الأطراف في المنطقة يشبه فريقًا يلعب في الدوري الممتاز وفريق آخر ما يزال في مرحلة التدريب، مما يبرز الفارق الكبير في القدرات.

الرد الإيراني أهان الهيمنة الإسرائيلية

وقال الدكتور حسام بدراوي المفكر السياسي، إن الضربة العسكرية الإسرائيلية لإيران حملت دلالات خطيرة للغاية، نظرًا لطبيعتها الأمنية والاستخباراتية، موضحًا، أن إسرائيل لم تكتفِ بقصف مواقع أو منشآت، بل استهدفت بشكل مباشر العلماء الإيرانيين، في الاصطياد، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الاستهداف يمثل ضربة قاصمة لأي مشروع علمي، إذ أن بناء الكوادر البشرية يتطلب سنوات من العمل والتأهيل، وليس مجرد إنشاء منشآت.

تم نسخ الرابط