OpenAI تدخل سباق الإنتاجية سرًا... وتهدد عرش مايكروسوفت وجوجل
طوّرت شركة OpenAI بسرية تامة ميزات جديدة قد تجعلها منافسًا مباشرًا لحزمتَي الإنتاجية الشهيرتين: Google Workspace وMicrosoft Office، وفقًا لما كشفه تقرير لموقع The Information.
وتتضمن هذه الميزات إمكانيات التعاون في تحرير المستندات والتواصل عبر الدردشة داخل منصة ChatGPT، ما يضع OpenAI في مواجهة مباشرة مع شركائها الكبار، وعلى رأسهم مايكروسوفت، التي تُعد أكبر مستثمر في الشركة، بالإضافة إلى جوجل التي بدأت بالفعل تفقد جزءًا من حركة البحث لصالح ChatGPT.
تفاصيل أزمة OpenAI و مايكروسوفت
ورغم أن التقرير أشار إلى أن OpenAI لم تحسم بعد قرارها بشأن إطلاق هذه الميزات، إلا أن التصميمات تستهدف جوهر أدوات الإنتاجية التي تهيمن عليها مايكروسوفت، مما قد يزيد من تعقيد العلاقة بين الشركتين، خاصة في ظل سعي OpenAI للحصول على موافقة مايكروسوفت لإعادة هيكلة وحدتها الربحية.
وكان كيفن وايل، رئيس المنتجات في OpenAI، قد استعرض قبل نحو عام تصاميم أولية لأدوات التعاون على المستندات، لكن نقص الموارد البشرية حال دون تطويرها في ذلك الوقت.
وفي أكتوبر الماضي، أطلقت الشركة ميزة "Canvas" ضمن ChatGPT ، وهي أداة تسهّل صياغة المستندات والرموز البرمجية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وتُعد خطوة أولى نحو أدوات تعاون أكثر تكاملًا. كما طوّرت OpenAI مؤخرًا برنامجًا يتيح لمستخدمي ChatGPT التعاون في العمل المشترك داخل التطبيق، لكنه لم يُطلق رسميًا بعد.
تطوير ذكاء اصطناعي
يذكر أن شركة OpenAI هي واحدة من أبرز المؤسسات الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد تأسست في ديسمبر 2015 في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، على يد مجموعة من رواد التكنولوجيا، من بينهم سام ألتمان، إيلون ماسك، وجريج بروكمان.
انطلقت الشركة كمؤسسة غير ربحية بهدف تطوير ذكاء اصطناعي عام (AGI) يكون آمنًا ومفيدًا للبشرية، قبل أن تتحول لاحقًا إلى نموذج مختلط يجمع بين الربحية والبحث المفتوح.
تُعرف OpenAI بتطويرها لسلسلة نماذج اللغة المتقدمة GPT، والتي أحدثت ثورة في طريقة تفاعل البشر مع الآلات، بدءًا من GPT-2 وصولًا إلى GPT-4 وGPT-4o.
كما طورت الشركة نماذج أخرى مثل DALL·E لتوليد الصور من النصوص، وCodex لكتابة الشيفرات البرمجية، بالإضافة إلى روبوت المحادثة الشهير ChatGPT الذي أطلقته في نوفمبر 2022، والذي جذب ملايين المستخدمين حول العالم خلال أسابيع قليلة.
تعاونت OpenAI بشكل وثيق مع شركة مايكروسوفت، التي استثمرت فيها أكثر من 13 مليار دولار، ودمجت تقنياتها في منتجات مثل محرك Bing ومجموعة Office عبر مساعد "Copilot". كما أتاحت OpenAI واجهات برمجية (APIs) للمطورين، مما ساهم في دمج تقنياتها في تطبيقات تعليمية، طبية، مالية، وإبداعية.
رغم النجاحات الكبيرة، واجهت الشركة تحديات تتعلق بالخصوصية، حقوق النشر، وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تواصل OpenAI التوسع في أبحاثها، وتسعى إلى بناء أنظمة ذكية تتفاعل مع العالم بطرق أكثر فهمًا وسلاسة، مع التزامها بمبدأ الشفافية والمسؤولية في تطوير تقنيات المستقبل.
