عاجل

من زقاق في طنطا.. الطفل ياسين يحلم بأن يكون خليفة محمد صلاح

الطفل ياسين خليفة
الطفل ياسين خليفة محمد صلاح

في أحد الأزقة المتواضعة بحي القرشي الشعبي في مدينة طنطا، ينبض حلم صغير لكنه عميق. طفلٌ لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، اسمه ياسين، لكنه في عيون من حوله هو أكثر من مجرد طفل.. هو مشروع نجم قادم، يركض خلف حلمه بكل ما أوتي من عزيمة، متحديًا بساطة الظروف، ومؤمنًا بأن الأحلام الكبيرة تبدأ من أماكن صغيرة.

بدأت حكاية ياسين مع كرة القدم عندما كان في السادسة من عمره. مجرد لعب عشوائي في الشارع، لكنه سرعان ما لفت الأنظار بموهبته الطبيعية، وسرعته، وذكائه في الملعب. يلعب في مركز الدفاع، لكنه لا يكتفي بالحماية، بل يملك غريزة هجومية وقدرة على التسجيل لا يملكها حتى بعض المهاجمين.

يقول ياسين بابتسامة بريئة ممتلئة بالفخر:" في آخر ماتش لعبناه، كنت واقف في الدفاع، ولما الكورة طلعت ليا، جريت بيها وجبت جون في آخر ثانية.. حسيت إني بعمل حاجة كبيرة، كل أصحابي فرحوا بيا".

عاشق للأهلي

ورغم حداثة سنه، يعيش ياسين كرة القدم بشغفٍ يتجاوز عمره. يتابع المباريات المحلية والعالمية، وينفعل مع نتائج فريقه المفضل الأهلي. تروي والدته موقفًا بسيطًا لكنه معبّر:" ابني عيط امبارح لما الأهلي اتعادل، كان متضايق جدًا، وفضل ساكت طول الليل.. هو عاشق للأهلي من قلبه، ونفسه يروح هناك ويتصور مع اللعيبة".

ياسين يحب الأهلي من القلب، لكن في عالم الكرة لا مجال للتعصب الطفولي، ويحتفظ بأعلى درجات الانبهار لمحمد صلاح، قائلًا:" نفسي أبقى زي محمد صلاح، وألعب في أوروبا، وأفرّح مصر كلها.. وأكتر حاجة بحلم بيها دلوقتي إني ألبس تيشيرت الأهلي".

أسرته تقف خلفه

ورغم أن الملاعب الرسمية ما زالت بعيدة، إلا أن حواري طنطا، وتدريباته البسيطة مع أصدقائه، تشهد يوميًا على إصراره. أسرته تقف خلفه، تؤمن بموهبته رغم محدودية الإمكانيات. تقول والدته:" إحنا مؤمنين بموهبته، وبنعمله كل اللي نقدر عليه، ونفسي حد ياخده بإيده ويوصله للنادي اللي يستحقه".

الجيران يعرفون ياسين جيدًا، يشجعونه كلما رأوه يلعب، ويلقبونه بـ"المدافع الهداف". في حي القرشي، الجميع يراهن على حلم هذا الطفل، ويرونه كمن يحمل أملاً كاملاً في قدميه الصغيرتين.

قد يكون حلم ياسين كبيرًا، لكن خطواته الصغيرة تمشي بثقة. ومن يعرف؟ ربما نسمع يومًا ما عن "ياسين من طنطا" وهو يرفع كأسًا، أو يسجل هدفًا لمصر في بطولة كبرى. المهم أن يصل صوته الآن، قبل أن يُنسى في الزحام.

تم نسخ الرابط