عاجل

باحث بالأزهر: الإقامة في بلاد غير المسلمين ليس محرمة وتخضع لضوابط شرعية

باحث بالأزهر: الإقامة في بلاد غير المسلمين ليس محرمة وتخضع لضوابط شرعية

الدكتور محمد عبوده
الدكتور محمد عبوده

أكد الدكتور محمد عبوده، الباحث في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن مسألة الإقامة في بلاد غير المسلمين تتعلق بعدة ضوابط شرعية تتغير وفقًا لظروف كل فرد. 

الحكم الشرعي 

وأوضح خلال حلقة برنامج "قضايا المسلمين حول العالم" على قناة “الناس” أن الحكم الشرعي يختلف حسب قدرة الشخص على ممارسة شعائر دينه بحرية، ووفقًا لوضع البلد الذي يقيم فيه.

ضوابط شرعية 

وأضاف عبوده أن الإقامة في بلاد أغلب سكانها من غير المسلمين لا تعتبر محظورة شرعًا إذا كان المسلم قادرًا على أداء فرائضه الدينية دون أي قيود أو مضايقات، ولكن إذا كانت ظروف البلد لا تتيح له ممارسة دينه بأمان، فيجب عليه البحث عن مكان آخر يمكنه فيه الحفاظ على دينه.

واستشهد عبوده بالآية الكريمة:{إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، قالوا فيم كنتم، قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصير}(النساء:97)، مؤكدًا أن من واجب المسلم البحث عن مكان آمن لممارسة دينه.  

كما أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا وكيف يذل نفسه يا رسول الله؟ قال يتعرض من البلاء لما لا يطيق"، مؤكداً أن القوانين في العديد من الدول تضمن حرية العقيدة، مما يجعل الإقامة في بلاد غير المسلمين جائزة بشرط الحفاظ على الدين والعبادات.

وأكد الدكتور محمد عبوده، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن شهر رمضان المبارك يعد فرصة عظيمة لتصحيح مفهوم العبادة.

 وقال عبوده، إن العبادة لا تقتصر على أداء الحركات والأوامر فقط، بل يجب أن تتحول إلى سلوك إنساني يعكس القيم الحقيقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى.

وأوضح عبوده، أن الصيام لا يعني الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو وسيلة لتهذيب النفس وتحسين السلوك، وأضاف أنه وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابٌه أحد أو قاتلُه فليقل إني صائم"، يُفترض أن يصوم المسلم عن الأقوال والأفعال السيئة كما يصوم عن الطعام والشراب.

وأشار عبوده، إلى أن جميع أركان الإسلام لها تأثيرواضح في سلوك المسلم، حيث أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة تطهر النفس وتعزز التكافل الاجتماعي، والحج يعزز قيم العدل والمساواة، وأكد على أن العبادة لا تكتمل إلا إذا انعكست على أخلاق المسلم وسلوكه في حياته اليومية.

كما شدد عبوده، على أن رمضان هو مدرسة تربوية تعلم المسلم كيفية السمو بروحه وسلوكه، ليعيش وفق قيم الإسلام طوال العام، وليس فقط في الشهر الفضيل.

تم نسخ الرابط