فولوديمير زيلينسكي: الأسلحة الأوكرانية ستكون جزءًا من أوروبا القوية

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن الأسلحة الأوكرانية ستصبح جزءًا لا يتجزأ من بنية الدفاع الأوروبية، مؤكدًا أن أوكرانيا تساهم بدور محوري في صياغة مفهوم "أوروبا القوية"، التي تمتلك القدرة على حماية نفسها ومواطنيها.
وجاء تصريح فولوديمير زيلينسكي، وفقًا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل، كرسالة واضحة إلى الدول الأوروبية بأن قدرات أوكرانيا العسكرية لم تعد تخصها وحدها، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في منظومة الأمن الإقليمي للقارة بأكملها.
أوكرانيا تتحول إلى ركيزة أمنية
يُعد هذا التصريح مؤشرًا على التحول الكبير في النظرة الأوروبية لأوكرانيا، التي باتت تُعامل ليس فقط كدولة شريكة، بل كمكون أساسي في منظومة الدفاع الأوروبي، خاصة في ظل استمرار الصراع مع روسيا، والذي أبرز أهمية وجود خط دفاع متقدم في شرق القارة.
ويسعى فولوديمير زيلينسكي من خلال هذا الموقف إلى ترسيخ شراكتها العسكرية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية الروسية وتزايد احتمالات اندلاع موجات جديدة من التصعيد العسكري في منطقة البحر الأسود والبلطيق.
صناعة السلاح الأوكراني
تتزايد أهمية الأسلحة الأوكرانية، سواء من حيث التصنيع المحلي أو استيعاب التكنولوجيا الغربية، بعد أن أثبتت فعاليتها في التصدي لهجمات موسكو منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، حسبما صرح فولوديمير زيلينسكي.
وبات كييف تمتلك بنية تحتية عسكرية متطورة، بفضل الدعم الغربي، مما يجعلها مرشحًا حقيقيًا للمساهمة في الصناعات الدفاعية الأوروبية، لا سيما في مجالات الطائرات المسيّرة، وأنظمة الدفاع الجوي، والأسلحة المضادة للدروع.
ويرى مراقبون أن دمج الأسلحة الأوكرانية في البنية الدفاعية الأوروبية سيعزز من استقلالية أوروبا العسكرية، التي كانت لعقود تعتمد على الحماية الأميركية، ويمثل خطوة استراتيجية نحو "السيادة الدفاعية" للقارة.
زيلينسكي يعيد رسم مستقبل أوكرانيا
من خلال هذا التصريح، يبعث فولوديمير زيلينسكي برسالة مزدوجة؛ الأولى إلى الداخل الأوكراني، مفادها أن بلاده لم تعد منعزلة أو في موقف دفاعي فقط، بل أصبحت شريكًا مؤثرًا في النظام الأمني الأوروبي.
أما الرسالة الثانية، فموجهة إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، وتؤكد أن الدعم العسكري الذي حصلت عليه أوكرانيا خلال الحرب لم يكن دعمًا عبثيًا، بل أدى إلى نشوء قوة ردع جديدة يمكن الاعتماد عليها في حماية أوروبا مستقبلاً.
دعم أوروبي متواصل
تحظى كييف بدعم عسكري واقتصادي متواصل من الدول الأوروبية، وقد شمل ذلك توريد دبابات متقدمة، وصواريخ بعيدة المدى، وأنظمة دفاع جوي حديثة، كما أُعلن عن خطط لإدماج الصناعات العسكرية الأوكرانية في المشاريع الدفاعية الأوروبية المشتركة، كجزء من سياسة "الاعتماد المتبادل" في مواجهة التهديدات الروسية.
وتشير التصريحات الأخيرة لـ فولوديمير زيلينسكي إلى أن بلاده تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز دورها داخل التحالفات الغربية، ليس فقط كدولة متلقية للمساعدات، بل كعنصر فاعل في تعزيز قوة الردع الأوروبي.

نحو منظومة دفاع أوروبية
تشير تصريحات فولوديمير زيلينسكي إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين كييف وبروكسل، عنوانها: تكامل دفاعي وأمني متبادل. ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تبدو أوكرانيا اليوم جزءًا لا يمكن فصله من المعادلة الأمنية في أوروبا، بما في ذلك صناعتها الحربية، وخبراتها الميدانية، وشراكتها الاستراتيجية مع الحلفاء الغربيين.