عاجل

سيف الدين فرج: دمار واسع في المدن الإسرائيلية جراء الضربات الإيرانية الأخيرة

الحياة المدينة في
الحياة المدينة في إسرائيل

أكد الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ التخطيط العمراني، أن الضربات الإيرانية المكثفة التي استهدفت عددًا من المدن الإسرائيلية الكبرى، وفي مقدمتها تل أبيب وبئر السبع، تسببت في دمار عمراني واسع وغير مسبوق، ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والمنشآت السكنية والخدمية.

وأشار سيف الدين فرج، خلال مداخلة هاتفية مع القناة الأولى، إلى أن هذه الضربات وجهت "ضربة قاسية" للاحتلال الإسرائيلي من الناحية الهندسية، فضلًا عن تداعياتها الاقتصادية العميقة، والتي ستظل آثارها قائمة لسنوات طويلة قادمة.

تدمير كامل للبنية التحتية 

وأوضح سيف الدين فرج أن الدمار طال شبكات الطرق والكباري، إضافة إلى شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، ما أدى إلى شلل تام في العديد من الأحياء والمناطق السكنية.

وأضاف سيف الدين فرج أن العديد من المباني تضررت بشكل بالغ، خاصة في أساساتها الخرسانية، وهو ما يتطلب إزالتها بالكامل وإعادة بنائها من جديد، مشيرًا إلى أن تكلفة ترميم تلك المناطق ستكون أعلى بكثير من بناء وحدات جديدة من الصفر، نظرًا لحجم التعقيد الهندسي المرتبط بإزالة الأنقاض وتثبيت التربة.

نزوح جماعي من المدن الكبرى 

وحذر سيف الدين فرج من أن الآثار السلبية لتلك الضربات لم تقتصر على الجانب الإنشائي، بل امتدت لتشمل الحياة المدنية والاجتماعية، خاصة في المدن الإسرائيلية الكبرى الممتدة من حيفا شمالًا إلى بئر السبع جنوبًا.

وأشار سيف الدين فرج إلى أن حالة من الذعر والنزوح الجماعي سادت بين المستوطنين، حيث غادر مئات الآلاف من السكان مناطقهم هربًا من القصف، ما يطرح تحديات كبيرة أمام حكومة الاحتلال في محاولة إقناعهم بالعودة مستقبلًا، خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين الأمني.

مخاوف من استغلال الاحتلال للكارثة 

وفي سياق تحليله للمشهد العمراني والسياسي، حذر سيف الدين فرج من أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد تستغل هذا الدمار كذريعة للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، تحت غطاء "الحاجة إلى مساحات عمرانية جديدة لإعادة توطين المتضررين".

وأشار سيف الدين فرج إلى أن أي تعديل في التخطيط العمراني، إذا تم توظيفه سياسيًا، قد يكون مقدمة لفرض أمر واقع جديد يخدم الأجندة الاستيطانية، مطالبًا المجتمع الدولي بمراقبة تلك التحركات وعدم السماح بتحويل الكارثة إلى فرصة للتمدد غير المشروع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الولايات المتحدة قد تتحمل الإعمار 

وتوقع سيف الدين فرج أن تكون إعادة الإعمار في إسرائيل رهينة بالدعم الأميركي المباشر، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة، عبر نفوذ اللوبي الصهيوني، ستتحمل جزءًا كبيرًا من النفقات، سواء عبر المساعدات العسكرية أو الدعم المالي الطارئ.

وأكد سيف الدين فرج أن الكلفة المالية الضخمة الناتجة عن الدمار ستثقل كاهل الاقتصاد الإسرائيلي، لكنها في الوقت نفسه ستفتح الباب أمام تدخلات سياسية واقتصادية خارجية تُعيد رسم المشهد في الداخل الإسرائيلي وفقًا لأجندات إقليمية ودولية.

الدكتور سيف الدين فرج 
الدكتور سيف الدين فرج 

الكارثة العمرانية في إسرائيل 

اختتم الدكتور سيف الدين فرج مداخلته بالتأكيد على أن هذا الدمار العمراني الهائل يمثل اختبارًا وجوديًا للاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط على المستوى الأمني، بل أيضًا على مستوى قدرته على إدارة المدن، والحفاظ على النسيج الاجتماعي، ومنع تفككه تحت وطأة الأزمات المتتالية.

تم نسخ الرابط