طارق البرديسي: ترامب يراوغ بالتفاوض.. وهذا الفخ الذي وقع فيه الإيرانيون

قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استثنائية في تصريحاته، حيث يقول الشيء ونقيضه، معتبراً أن ترامب يراوغ خلال المفاوضات، لكنه كان في حقيقة الأمر خدعة وقع فيها الإيرانيون عدة مرات.
الضغط الاقتصادي والاستثماري
وأضاف البرديسي، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية «إكسترا نيوز»، أن ترامب يستخدم الضغط الاقتصادي والاستثماري كأداة قوية، حيث يمارس أقصى درجات الضغط ثم يحقق أهدافه، مشبهاً استراتيجيته بأنها تطلب النجوم ثم تصل إلى القمر. وأوضح أن ترامب يروّج لنفسه كأول رئيس أمريكي قادر على توجيه ضربات مباشرة للقدرات العسكرية الإيرانية بعد عقود من العقوبات والحصار.
قائد قوي يمسك زمام الأمور
وتابع الخبير أن الولايات المتحدة شنت ضربات موجعة لأول مرة على القدرات العسكرية الإيرانية، رغم عدم وضوح حجم الأضرار والخسائر، لكنه أكد أن ترامب يسوق لنفسه كقائد قوي يمسك زمام الأمور.
تصعيد خطير يتجاوز المناوشات التقليدية
في سياق متصل، وصف البرديسي الضربات الإيرانية الأخيرة على قواعد أمريكية في قطر والعراق والبحرين والكويت بأنها تصعيد خطير يتجاوز المناوشات التقليدية، مؤكداً دخول المنطقة مرحلة حساسة قد تؤدي إلى مواجهات مفتوحة.
وأشار إلى أن هذه العمليات لا تتماشى مع القانون الدولي سواء من حيث المبررات أو النتائج، معتبراً أن إيران وأمريكا وإسرائيل تتجاوز جميع الأعراف الدولية، حيث تواصل واشنطن وتل أبيب تصعيدها بلا غطاء قانوني.
وأكد أن إيران التي تعيش تحت حصار منذ أكثر من 40 عاماً تجد نفسها في زاوية ضيقة تدفعها إلى خيار "اللا عودة"، بين الانتحار أو الاستسلام من وجهة نظر قيادتها.
وأوضح البرديسي أن إيران لا تستهدف دول الخليج نفسها، بل القواعد الأمريكية المنتشرة بالمنطقة كرد فعل على الضربات الإسرائيلية المتكررة ضدها.
إيران لن تعود لتخصيب اليورانيوم
في سياق آخر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمريكية بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل قد يمهد الطريق لجولة جديدة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن هذه الخطوة تأتي في ظل توافق على ضرورة تجنب التصعيد العسكري واستئناف الحوار الدبلوماسي.
وأكدت المصادر أن إيران لن تعود إلى تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها لفترة تمتد لسنوات عديدة، بعد أن تعرضت غالبية أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها إلى تدمير واسع النطاق. ويُعتبر هذا التطور مؤشراً مهماً يعزز فرص استئناف المحادثات التي تهدف إلى الحد من نشاطات طهران النووية.